التخطي إلى المحتوى

…*الإنسان عدو نفسه*

بقلم عمار هاني صالح 

ستظل طول العمر تعتقد أن الشيطان هو عدوك الوحيد المسيطر على كل افعالك السيئه،وكل المعاصي والذنوب التي قمت بها كانت بسبب الشيطان إنما الحقيقه انت تغفل عن العدو الاكبر والحقيقي ألا وهو “انت” نعم انت هو عدوك الحقيقي نفسك الاماره بالسوء التي لما تستطع التغلب عليها هي التي سيطرت عليك واهلكتك وبسببها اضعت نفسك عشت طول عمرك تلهث وراء الملذات والشهوات وكلما فاقت نفسك الآمرة بالخير اسكّتها قائلاً هذا من فعل الشيطان انما الحقيقي ان الشيطان ضعيف لا يستطيع ان يُكرهك على فعل معصيه لاتريدها او ترغب فيها انما يستطيع ان يسلط عليك نفسك وهذا اكبر إنجاز له فـ نفسك كفيله ان تهلكك وتهوي بك في نهار جهنم هذا من لم يستطع ان ينهي نفسه عن الشهوات والملذات كما قال سبحانه وتعالى( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)

لحظة فهمك للدنيا هي عندما تبدأ في إصلاح نفسك قبل ان تفتش وتبحث عن أخطاء الآخرين وتغفل عن نفسك بالرغم من انك احوج من هذا التفتيش وراء عيوب الناس ومشاكلهم عندما تدرك حقيقة انك اضعف من ان تكون لك سلطه على نفسك فما بالك بظنك انك لك سلطه على الناس في تصحيح أنفسهم

حقيقة مره جُلّ الناس تغفل عنها فـ لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15). ). وقال سبحانه : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).

وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من الناس ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه ، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.

فيا أيها الحبيب لك في نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛ ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ، فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار الناس بالانشغال بعيوبهم ، ولا تفتح على نفسك باب شر لا يسد بالكلام عن الناس فيتكلموا عنك:

متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم عيوبا ولكن الذي فيك أكثر

فسالمهم بالكف عنهم فإنهم بعيبك من عينيك أهدى وأبصر

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين