بقلم : نجلاء احمد سند
لقد أدت الابتكارات في مجال الصحة والحد من الفقر إلى إطالة أعمار البشر على نطاق عالمي، الامر الذى يشير الى حجم الرفاة الذى يعيش فيه تلك المجتماعات ففي العديد من الثقافات، يلعب كبار السن أدواراً مجتمعية بالغة الأهمية، ح:يث يعملون كقادة للمجتمع ومقدمي رعاية ويشاركون بحكمتهم وبخبراتهم الموروثة مع الأجيال الأصغر سناً.
لذا يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمى للمسنين فى الاول من شهر اكتوبر من كل عام والذي حددته الأمم المتحدة في اجتمـاعها يوم 14 ديسمبر عام 1990، بهدف نشر الوعي بين الأفراد والمجتمعات حول أهمية هذا اليوم، وضرورة رعاية كبار السن والحفاظ على حقوقهم، بهدف تسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمها المسنون في التنمية الشاملة داخل المجتمع، والتعرف على أهـم القضايـا التـي تتعلـق باحتياجاتهـم والخدمـات المقدمـة لهـم، وتـم الاحتفـال هـذا العـام تحـت شعـار ” تسليط الضوء على كبار السن في حالات الطوارئ”.
الشيخوخة حقيقة بيولوجية تحدث خارج نطاق التحكم البشري وبالطبع يختلف تعريفها من مجتمع لآخر، وعلى الرغم من أن مفهوم الشيخوخة مفهوم نسبي، إلا أن معظم الدول تعتبر التقدم في العمر وبلوغ سن التقاعد مؤشرًا على الشيخوخة، ويتراوح هذا السن في معظم الأحيان من (60-65 )عامًا، كما أن في عدة مناطق أخرى لا يؤخذ العمر بعين الاعتبار لتحديد شيخوخة الشخص، فهناك عوامل أخرى تحدد سن التقاعد مثل: القدرة على أداء الأعمال أي أن الشيخوخة تبدأ عند عدم قدرة الشخص على المشاركة بشكل فعال في المجتمع.
وقد كفل الدستور المصري حق حماية كبار السن وتوفير حياة كريمة لهم من خلال نص المادة (83) من الدستور المصري 2014 “تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا، وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة، وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة.
وتشير الاحصاءات الواردة في التقرير الاجتماعي العالمي لعام 2023، الذي أصدرته إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر في جميع أنحاء العالم من 761 مليون شخص عام 2021 إلى 1.6 مليار شخص عام 2050.
وطبقاً لما اعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمى للمسنين، حيث بلغ عدد المسنين فى مصر، وذلك وفقا لتقديرات السكان في 1/1/2024 نحو9.3 مليون مسن، بنسبة 8.8٪ من إجمالي السكان عام 2024 ، باعتبار أن العمر 60 سنه فأكثر هو عمر المسنين في مصر وذلك أخذا في الاعتبار أن سن التقاعد عن العمل الحالي في مصر هو 60 سنه.
بلغ عدد المسنين الذكور 4.6 مليون من إجمالي السكان الذكور، بينما بلغ عدد المسنات الإناث 4.7 مليون من إجمالي السكان الإناث، بينمل بلغ توقع البقاء على قيد الحياة 69.1 سنة للذكور،74.1 سنة للإناث، عام 2024، تلك الارقام تعكس تحسن الحالة الصحية للمسنين فى مصر وذلك من خلال الجهود التى تبذلها الدولة المصرية العديد من الجهود لرعاية المسنين، وقد برز دور الدولة في مجال رعاية المسنين في السنوات الاخيره لعدة اسباب اهمها التغيرات التي طرأت على البنيه الاجتماعيه للمجتمع، وكذا اختلاف ظروف المعيشه ،الى جانب قلة الموارد الاقتصاديه و مصادر الدخل ،ومع إزدياد ضغوط الحياه، وانشغال الابناء، فلم يعد الأبناء متفرغون لرعاية كبار السن في العائله بحكم اعمالهم والتراماتهم الاسرية الجديدة، بالاضافة الى غياب نظام صحي واجتماعي واضح يقسم مهام الرعايه بين افراد العائله الواحده، علاوة على غياب الخبرة الكافيه للتعامل مع الكثير من المشكلات الصحيه التي يعانون منها ،ولا سيما الخرف والجلطات الدماغيه والتى يتعرض الكثير من كبار السن، وتمثل الوفيات بين المسنين 44.9٪ من إجمالي الوفيات عام 2022.