علاء قنديل يكتب :
في الكواليس.. محمود محمد يقود آلة العمل الصامت داخل أكاديمية المعلمين
رجل المهام الصعبة في أكاديمية بنها.. حكاية مسؤول لا يعرف التراخي
محمود محمد.. الدينامو الصامت في أكاديمية المعلمين ببنها يقود قاطرة الترقّي بإخلاص وتفانٍ
في قلب أكاديمية المعلمين بمدينة بنها، حيث يمر المئات من المعلمين في رحلتهم نحو الترقّي والتأهيل المهني، يبرز اسم محمود محمد كأحد الأعمدة الصلبة التي تستند إليها العملية التنظيمية والتدريبية داخل هذا الصرح التربوي. لا يسعى للظهور، ولا يتحدث كثيرًا، لكنه حاضر بكل طاقته، يحرّك المنظومة بهدوء واتزان، ويمنح كل معلم يمر من هناك تجربة مهنية وإنسانية لا تُنسى.
من يتابع سير العمل داخل الأكاديمية، يدرك أن محمود محمد ليس مجرد مسؤول إداري يؤدي مهامًا مكتبية روتينية، بل هو **ركيزة إدارية** حيوية بين المعلمين وإدارة الأكاديمية، بين النظام الإلكتروني ومتطلبات الميدان، بين التوجيه الإداري والاحتياجات اليومية للمعلمين المتدربين. ولعل ما يميزه هو فهمه العميق لطبيعة المهمة، وحرصه على أن تكون كل خطوة في مسار المعلم نحو الترقّي ميسّرة وواضحة، بدءًا من التسجيل على المنصة، مرورًا بالتنسيق الزمني للدورات، وصولًا إلى المتابعة الدقيقة لملفات الحضور والاعتماد.
ما يقوم به محمود محمد يتجاوز النطاق الإداري إلى أداء يحمل ملامح الرسالة. فهو لا يكتفي بإتمام الأوراق أو توجيه المعلمين، بل يتابع عن قرب تفاصيل التفاصيل، يستمع لمشاكلهم، يقترح الحلول، ويعمل على تجاوز أي عقبة تحول دون حصولهم على حقوقهم المهنية. وعلى الرغم من ضغوط العمل وتكدس الملفات في مواسم الترقي، فإن حضوره الدائم وتعامله الهادئ يجعلانه عنصر اتزان وثقة في أروقة الأكاديمية.
عدد كبير من المعلمين الذين تعاملوا معه يصفونه بأنه وجه الأكاديمية الحقيقي، لأنه ببساطة لا يتعامل معهم كأرقام في كشوف التدريب، بل كزملاء يستحقون كل دعم وتقدير. ينجز المهام قبل موعدها، ويبحث في كل تدريب عن وسيلة لتحسين جودة التنظيم وتسريع الإجراءات، والأهم من ذلك أنه يحمل قناعة راسخة بأن خدمة المعلم ليست واجبًا وظيفيًا فحسب، بل مسؤولية وطنية.
وفي ظل التحديات الإدارية التي تواجه بعض فروع الأكاديمية، كان لمحمود محمد دور بارز في الحفاظ على استقرار العملية التدريبية ببنها، وتقديم صورة مشرفة عن كفاءة العنصر الإداري الذي يرى في عمله وسيلة لبناء الإنسان، لا مجرد أداء مهام. لم يطالب بتكريم، ولم يسعَ إلى عناوين، لكن أثره باقٍ في كل دورة تدريبية أُنجزت بسلاسة، وكل ملف ترقّي اكتمل دون تأخير، وكل معلم خرج من الأكاديمية حاملاً شهادة تليق بجهده وتاريخه.
محمود محمد مثال نادر لشخص يعمل في الظل لكنه يصنع النور. هو أحد الأسماء التي تستحق أن تُروى تجربتها، لا لأنها استثنائية فقط، بل لأنها تؤكد أن في كل مؤسسة رجالاً صادقين، لا يطلبون شيئًا سوى أن يروا ثمرة جهدهم في عيون من يخدمونهم. فتحية تقدير لهذه **الركيزة الإدارية**، التي أعادت المعنى الحقيقي لمفهوم “الخدمة العامة”، وأثبتت أن الإخلاص وحده كفيل بأن يصنع الفرق.