التخطي إلى المحتوى

 

تحقيق يكتبه: علاء قنديل

 

في أجواء احتفالية تعكس روح الانفتاح والتنوع، شهدت العاصمة الصينية بكين أمس  انعقاد فعالية التبادل الثقافي لمنظمة شانغهاي للتعاون لعام 2025، والتي جمعت تحت مظلتها نخبة من الإعلاميين والمثقفين وصناع القرار من الدول الأعضاء بالمنظمة، في خطوة تؤكد أن الثقافة باتت سلاحًا ناعمًا يعزز الروابط بين الشعوب، ويوازي في أهميته التعاون السياسي والاقتصادي.

الفعالية التي جاءت برعاية مشتركة من مجموعة الصين للإعلام وأمانة منظمة شانغهاي للتعاون، لم تقتصر على العروض الثقافية، بل تحولت إلى منصة استراتيجية لتوطيد التعاون الإعلامي بين دول المنظمة. حيث تم خلال الفعالية تبادل وثائق التعاون بين الجانبين، وإطلاق آلية التعاون الإعلامي التي تهدف إلى خلق شبكة تواصل أكثر فاعلية بين مؤسسات الإعلام في الدول الأعضاء، بما يتيح نقل الصورة الحقيقية عن قضايا المنطقة للعالم.

كما شهد الحضور إطلاق مبادرات نوعية تحمل دلالات رمزية، أبرزها مشروع “نجمة طريق الحرير” الذي يستحضر الإرث الحضاري للتواصل بين الشرق والغرب، ومشروع “استكشاف الصين معًا: رحلة من الانسجام” الذي يفتح أبواب التجربة الصينية أمام شعوب المنطقة، بما يعزز الحوار والتفاهم المتبادل.

ويرى خبراء الثقافة والإعلام أن هذه الخطوات ليست مجرد أنشطة بروتوكولية، بل تمثل تجسيدًا عمليًا لفكرة “القوة الناعمة” الصينية التي تراهن على الثقافة كجسر لبناء الثقة، وتقريب الرؤى بين شعوب متعددة الأعراق واللغات، في وقت يواجه فيه العالم تحديات جيوسياسية واقتصادية متصاعدة.

ومن المتوقع أن تفتح هذه الفعالية الباب أمام مشاريع أوسع في مجالات الإنتاج الإعلامي المشترك، وتبادل الخبرات الصحفية، فضلًا عن تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية على مستوى دول منظمة شانغهاي للتعاون، بما يعزز حضورها كإطار دولي قادر على خلق بدائل جديدة للتواصل الإنساني والثقافي.