تحقيق يكتبه :علاء قنديل
انطلاقة ثقافية تاريخية.. برنامج صيني يجمع ملايين المشاهدين في دول المنظمة
انطلاق بث برنامج ثقافي صيني عبر إعلام دول المنظمة.. خطوة تعزز التقارب الإقليمي
على هامش قمة 2025.. رسالة ثقافية من الصين إلى شعوب المنظمة
لم تعد الثقافة مجرد مكوّن ثانوي في العلاقات الدولية، بل تحولت إلى جسر رئيسي للتقارب بين الشعوب. هذا ما تجلى بوضوح اليوم في بكين، مع انطلاق بث البرنامج الوثائقي **”مشاعر شي جين بينغ للثقافة”** عبر وسائل الإعلام الكبرى في دول **منظمة شانغهاي للتعاون**، في خطوة وُصفت بأنها أوسع حملة ثقافية مشتركة في تاريخ المنظمة.
### رسائل من القادة
البرنامج الذي أنتجته **مجموعة الصين للإعلام**، حظي منذ لحظة إطلاقه بترحيب رسمي واسع. فقد بعث **الرئيس القيرغيزي صدير جاباروف** و**رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف** برسائل تهنئة، أكدا فيها أن البث يعكس التزام الصين بتعزيز روابط الصداقة عبر الثقافة، ويمثل إضافة نوعية لشراكات المنظمة التي تضم أكثر من 40% من سكان العالم.
### أبعاد استراتيجية
يرى مراقبون أن بث البرنامج ليس مجرد حدث إعلامي، بل هو **رسالة استراتيجية متعددة المستويات**:
* على الصعيد الثقافي: يعزز التبادل المعرفي ويُبرز المشتركات الحضارية.
* على الصعيد السياسي: يدعم بناء الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء.
* على الصعيد الجيوسياسي: يعكس قدرة الصين على استخدام القوة الناعمة لتعزيز حضورها وتأثيرها.
### منظمة شانغهاي.. من الأمن إلى الثقافة
منذ تأسيسها عام 2001، ركزت منظمة شانغهاي للتعاون على الملفات الأمنية والاقتصادية، لكن إدماج الثقافة في أجندتها الرسمية اليوم يفتح الباب أمام مرحلة جديدة. فالمبادرات الثقافية، مثل هذا البرنامج، تحمل قدرة فريدة على خلق روابط إنسانية عابرة للسياسة والاقتصاد، ما يمنح المنظمة بعداً إنسانياً غير مسبوق.
### الثقافة كأداة سلام
خبراء العلاقات الدولية يرون أن البرامج الثقافية المشتركة قد تسهم في **تخفيف حدة التوترات** بين بعض الدول الأعضاء، عبر خلق بيئة من التفاهم المتبادل. وفي عالم يشهد استقطاباً متزايداً، تبدو هذه الخطوة بمثابة استثمار في السلام عبر لغة الفن والتاريخ والقيم المشتركة.
### ختام
انطلاقة “مشاعر شي جين بينغ للثقافة” لم تكن مجرد عرض تلفزيوني، بل حدث يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة التعاون الإقليمي. فهي دعوة مفتوحة للشعوب بأن ترى في الثقافة **بوابة نحو مستقبل أكثر انسجاماً وتواصلاً**، ورسالة بأن الحضارات العريقة حين تلتقي على الشاشة، يمكنها أن تلتقي أيضاً على أرض الواقع.