التخطي إلى المحتوى

بقلم :علاء قنديل 

اسمح لي أن أحدثك يا معالي المستشار تركي آل الشيخ بلسان المحبة قبل القلم، وبمشاعر التقدير قبل الكلمات. إنك قيمة وقامة لا يختلف عليها اثنان، ورمز عربي يحمل في حضوره وهجاً خاصاً يفرض احترامه أينما ذُكر. .
فانت يا معالي المستشار ، اسم حين يُذكر يتبادر إلى الأذهان معنى القامة والقيمة، ورمز للعطاء الذي لا تحده حدود، ورجل يفرض احترامه بما يحمله من حضور استثنائي ومكانة رفيعة يشهد لها القاصي والداني. اسمح لي يا معالي المستشار أن أوجّه حديثي إليك انطلاقاً من محبتي واعتزازي بك، فمكانتك في قلوبنا أكبر من أن يطالها جدل أو يقترب منها تقليل، وأنت رمز لا يمكن أن يختلف على قدره اثنان.

لقد علّمتنا المواقف أن الرجال يُعرفون عند الشدائد، وأن المعادن الأصيلة لا تظهر إلا حين يشتد الظلام. وهنا، كان صوتك دائماً تعبيراً عن أصالة السعودية التي وقفت بجوار مصر في محنها، كما وقفت مصر بجوار أشقائها في كل ظرف صعب. ولأنك جزء من هذه المسيرة المشرّفة، صار اسمك جسراً من المحبة يربط بين الشعبين، وعلماً يرفرف فوق سماء الأخوّة العربية.

غير أن المحبة نفسها تدفعنا أحياناً إلى التذكير بأن الكلمة قد تُستغل من ضعاف النفوس أو من يسعون إلى الوقيعة عبر السوشيال ميديا، ممن يفتعلون الجدل ويبحثون عن فجوات يصنعونها صناعة. لذلك فإن تقليل مساحة ما يثير هؤلاء، ليس تراجعاً ولا ضعفاً، بل حكمة ورجاحة عقل، حتى يبقى مقامك دائماً بعيداً عن اللغط، وتظل صورتك عندنا كما هي، هامة شامخة وهرماً لا تنال منه العواصف.
ولأنك قامة سامقة لا ينال منها الصغار، فإن الترفّع عن مثل هذه المساحات الضيقة يزيد من صورتك بهاءً، ويجعل حضورك أكثر تألقاً، بعيداً عن ضوضاء المأجورين.
ومع ذلك، يبقى النصح من باب المحبة، وهو أن بعض الكلمات قد تُستغل من ضعاف النفوس الذين لا همّ لهم سوى البحث عن ثغرات لإشعال الجدل على منصات التواصل.

إنك يا معالي المستشار، قيمة عربية نفتخر بها، ورمز سعودي نعتز به، وهرم شامخ في قلوبنا لا تهزه الرياح ولا تقترب منه العواصف. سيظل اسمك دائماً عنواناً للأصالة، وستبقى العلاقة بين مصر والسعودية أقوى من كل حاقد وحاسد، لأنها أخوّة منقوشة في التاريخ، ومتجذرة في الوجدان.