ولنا رأى بقلم :محمد صوابي
في ظل جهود الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لتطوير المساجد والارتقاء برسالتها، وحرصه على ترسيخ الفكر الإسلامي الوسطي بين الشباب، تبرز الحاجة اليوم إلى إطلاق مبادرة وطنية تطوعية تحت رعاية الوزارة، تحمل عنوان: “شبابنا في خدمة بيوت الله”.
تهدف هذه المبادرة إلى إشراك الشباب في نظافة المساجد وخدمتها، والمشاركة في إقامة الشعائر الدينية، مثل الأذان، والمقرأة، ودروس الفقه والدين، بإشراف مباشر من أئمة المساجد. هذا العمل التطوعي لن يسهم فقط في تحسين واقع المساجد، بل سيساعد أيضًا في تهذيب السلوك الشبابي، ومواجهة مظاهر التطرف والانحراف، كتعاطي المخدرات، عبر دمجهم في أنشطة روحية ومجتمعية بناءة.
وتأتي هذه الدعوة في ظل ما تشهده المساجد من تحديات حقيقية، منها نقص في عمال النظافة، وقلة مقيمي الشعائر، وعجز في عدد الأئمة والخطباء، مما أضعف إدارة المساجد وأدى إلى بعض التجاوزات داخلها، سواء في المدن أو القرى.
كما نقترح أن تكون الأولوية في التعيين مستقبلاً ضمن وزارة الأوقاف لمن يثبت جديته في هذا العمل التطوعي، سواء كعامل مسجد أو مقيم شعائر. وكذلك نطالب بإعادة صرف مستحقات من تجاوزوا سن المعاش ممن استمروا في خدمة المساجد، ولو من خلال مخصصات هيئة الأوقاف المصرية التي تتيح الصرف على أعمال الخير وبيوت الله.
ومن الضروري أن تشمل المبادرة كذلك:
تفعيل قرار عودة الكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال في المساجد والزوايا.
إعادة تشكيل مجالس إدارات المساجد من شخصيات محترمة ومحبّة للعمل العام.
فتح أبواب المساجد من بعد العاشرة صباحًا وحتى صلاة العشاء لتشجيع النشاط الديني والمجتمعي.
كما نناشد وزير الأوقاف بضرورة إعادة توزيع الخطباء الذين يشغلون مناصب إدارية داخل المديريات، خصوصًا في ظل العجز الحاد في عدد الأئمة، كما هو الحال في محافظة القليوبية، التي تضم أكثر من 100 خطيب يعملون إداريًا، في حين تعاني الزوايا والمساجد من نقص شديد في الخطباء.
إنها دعوة صادقة لإحياء دور المسجد كمركز إشعاع ديني وتربوي واجتماعي، بجهود شبابنا وتحت مظلة وزارة الأوقاف.