علاء قنديل يكتب
رئيس جامعة عين شمس.. إدارة حديثة تحوّل التحديات إلى إنجازات
محمد ضياء زين العابدين.. رؤية مختلفة تصنع مستقبل واحدة من أعرق الجامعات
في زمن تتسابق فيه العقول نحو صناعة المستقبل، تبرز شخصيات أكاديمية قادرة على إحداث فارق حقيقي يتجاوز حدود قاعات المحاضرات إلى رحاب المجتمع بأسره. ومن بين هذه الشخصيات، يسطع اسم الدكتور **محمد ضياء الدين زين العابدين**، رئيس جامعة عين شمس، الذي جمع بين الرؤية العلمية المتقدمة، والخبرة الإدارية الرصينة، والحضور الإنساني المتميز. ليس مجرد أستاذ جامعي أو إداري تقليدي، بل قائد أكاديمي يحمل في فكره رسالة، وفي خطواته هدف، وفي إنجازاته بصمة لا تخطئها العين.
لقد استطاع الدكتور ضياء الدين أن يحوّل جامعة عين شمس من مجرد صرح تعليمي عريق إلى منصة للتجديد والإبداع، حاملاً راية التطوير والتحديث، ومؤمناً بأن الجامعة ليست فقط منارة للعلم، بل قوة دافعة نحو التنمية الوطنية وصناعة قادة الغد.
أن تدير جامعة بحجم وقيمة جامعة عين شمس ليس بالأمر السهل، فهي من أعرق الجامعات المصرية والعربية، ويكفي أنها تحتضن أكثر من 220 ألف طالب، و13 ألف عضو هيئة تدريس، إلى جانب عشرات الآلاف من العاملين والموظفين. لكن الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس الجامعة، استطاع أن يثبت أن القيادة ليست مجرد منصب، بل رؤية ومنهج وإرادة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية، تبنى الدكتور ضياء أسلوبًا مختلفًا في الإدارة يقوم على “الأفكار خارج الصندوق” والاعتماد على نموذج أقرب إلى الإدارة الأوروبية الحديثة، حيث الشفافية والحوكمة والمشاركة في اتخاذ القرار. مكتبه مفتوح للجميع: أساتذة، طلاب، باحثون، أو موظفون، وهو ما خلق حالة من الثقة المتبادلة وأرسى مفهوم “الجامعة بيت الجميع”.
التحديات لم تكن سهلة؛ فالأزمات الاقتصادية وتقلبات سعر العملة بعد جائحة كورونا كانت كفيلة بتعطيل مشروعات كبرى داخل الجامعة، لكن أسلوب التفكير المبتكر قاد الإدارة إلى إعادة ترتيب الأولويات، فتم التركيز على المشروعات القريبة من الإنجاز، مثل مركز أبحاث النانو تكنولوجي، الذي أصبح نقلة نوعية في البحث العلمي بتجهيزات عالمية بتمويل ذاتي، ليعزز تصنيف الجامعة وسمعتها الدولية.
كما قاد مشروع ترميم قصر الزعفران، الرمز التاريخي للجامعة، ليعود إلى رونقه كتحفة معمارية ومتحف حضاري يعكس هوية الجامعة الممتدة عبر أكثر من 75 عامًا من الريادة. أما في القطاع الطبي، فقد تحولت المدينة الطبية بجامعة عين شمس إلى نموذج يحتذى به، بما شمل إعادة تأهيل الوحدات التخصصية وإنشاء بنك دم حديث ومستشفى للطوارئ يقترب من الاكتمال، إلى جانب مشروع مستشفى جراحات الأطفال الأكبر في مصر، والذي يمثل حلمًا جديدًا في مجال الخدمة الصحية.
ولا يقتصر فكر الدكتور ضياء على الإدارة اليومية، بل يمتد إلى المستقبل لعقود قادمة. فالمسرح الجامعي الجديد، والجامعة الأهلية التي بدأت هذا العام ببرامج حديثة في الطب والهندسة وإدارة الأعمال، والجامعة الدولية على طريق السويس بالشراكة مع جامعات عالمية مثل “إكسيتر” البريطانية، كلها مشروعات تؤكد أن عين شمس تسير بخطى ثابتة نحو العالمية، دون أن تنسى دورها المجتمعي.
إدارة الدكتور محمد ضياء زين العابدين لجامعة عين شمس تبرهن أن الجامعات الكبرى تحتاج إلى قيادة استثنائية، قيادة تؤمن أن التحديات لا تكسر الإرادة، وأن المؤسسات العريقة مثل عين شمس لا تُدار بالقرارات التقليدية، بل بفكر متجدد ورؤية أوروبية الطابع، تجعل المستقبل امتدادًا طبيعيًا لمجد الماضي.