التخطي إلى المحتوى

بقلم علاء قنديل 

في زمن قلّت فيه الوفاء والالتفات لمن زرعوا البهجة في قلوب الملايين، يثبت المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، مرة بعد مرة أن الوفاء ليس مجرد شعور، بل سلوك يُترجم بمواقف حقيقية تُكتب بماء الذهب.

لم تكن زيارة آل الشيخ للفنان الكبير عادل إمام مجرد زيارة عابرة، بل كانت مشهداً إنسانيًا نادراً، حميميًا، حمل بين تفاصيله كل معاني التقدير والاعتراف بالجميل. جلسة ودّ صادقة، ابتسامات دافئة، وذكريات ضاحكة مزجها الزعيم، كعادته، بـ”ضربات في منتصف الجبهة” كما وصفها آل الشيخ بروح الدعابة المعهودة من أسطورة الكوميديا.

وربما كانت الجملة التي قالها الزعيم:”ربنا يسعد بيك مصر”
أكثر من مجرد كلمات؛ كانت شهادة فخر، ووسام محبة من قامة مصرية خالدة، لرجل لم يتأخر يومًا عن دعم الفن والفنانين.

لم تكن هذه المرة الأولى، فقد عوّدنا المستشار تركي آل الشيخ على مواقف إنسانية نبيلة تُبرز وجهه الحقيقي كعاشق للفن الأصيل وكرجل لا ينسى من أعطوا من عمرهم لإسعاد الجماهير. زياراته للفنانين الكبار، سواء على فراش المرض أو في لحظات احتياج نفسي أو معنوي، تكشف عن إنسان لا يبحث عن ضوء الكاميرا، بل عن ضوء الإنسانية.

وفي لقائه مع الزعيم، كشف آل الشيخ عن إعجاب متبادل؛ فبينما عبّر عن سعادته برؤية عادل إمام بصحة وعافية، أشار أيضًا إلى مدى إعجاب الزعيم بأعماله كـ”الصندوق” ومتابعته لأخباره الفنية، ما يعكس علاقة احترام وودّ من طراز رفيع.

قال عادل إمام:”أنا بتنفس مسرح”,وهي عبارة تلخص حياة رجل وهب عمره لفنه، وما أجمل أن نجد من يقدّر تلك المسيرة النبيلة كما فعل آل الشيخ.

إنها زيارة ستبقى محفورة في قلوب عشاق الفن، ومحبي الإنسان قبل الفنان. وستظل تلك العبارة العفوية:
“ربنا يسعد بيك مصر”,شاهدة على تلاقٍ نادر بين قمتين: قمة العطاء الفني، وقمة الوفاء الإنساني.