تحقيق لعلاء قنديل:
من الكنيست إلى شرم الشيخ ترامب يكتشف أن صوت القاهرة أقوى من صخب تل أبيب
مصر تكسب احترام العالم بخطاب السلام.. وترامب يعترف أن أرضها واحة الأمان
بعد صدمة الكنيست وانبهار شرم الشيخ ترامب يراجع حساباته
فى مشهدين متناقضين خلال أيام قليلة فقط ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطابين شكلا محور الجدل السياسى فى المنطقة الأول داخل الكنيست الإسرائيلى حيث قوبل حديثه بانتقادات حادة واتهامات بالتحيز والثانى من مدينة شرم الشيخ خلال مؤتمر السلام الذى رعته مصر وجمع أطراف النزاع فى غزة حيث تحولت كلماته إلى شهادة عالمية فى حق مصر واستقرارها.
فى **الكنيست الإسرائيلى** بدا خطاب ترامب أقرب إلى خطاب انتخابى داخلى منه إلى رؤية سلام حقيقية إذ ركز على تأكيد التزام بلاده بأمن إسرائيل وتبرير سياساتها العسكرية فى غزة دون الإشارة إلى معاناة المدنيين الفلسطينيين ما اعتبرته الصحف الغربية تغذية جديدة لدوامة العنف لا سيما بعد تلميحه إلى “حق إسرائيل الكامل فى اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها”
ردود الأفعال جاءت غاضبة من العواصم العربية والأوروبية على السواء حيث وصفته صحف بريطانية وألمانية بأنه “خطاب أحادى الصوت” بينما حذر محللون أمريكيون من أن ترامب “أضاع فرصة لتقديم رؤية متوازنة” قد تساعد فى استعادة الثقة الأمريكية فى المنطقة
أما فى **شرم الشيخ** فكان المشهد مختلفًا تمامًا إذ تحدث ترامب بلهجة تصالحية هادئة أشاد خلالها بدور مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى فى إنهاء الحرب على غزة وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات مؤكدًا أن ما شهده من أمن وتنظيم فى شرم الشيخ يفوق ما يراه فى كثير من المدن الأمريكية وأن معدلات الجريمة فى مصر أقل من بلاده
تصريحات ترامب عن الأمان والاستقرار فى مصر أحدثت صدى واسعًا فى وسائل الإعلام العالمية حيث وصفتها “نيويورك تايمز” بأنها “أكثر لحظات ترامب توازنًا وصدقًا فى الشرق الأوسط” بينما علّقت “واشنطن بوست” بأن “مصر قدمت نموذجًا يحتذى فى صناعة السلام وإدارة الأزمات”
الفرق بين الخطابين لم يكن فى المكان فقط بل فى الرسالة ففى الكنيست خرج ترامب محاصرًا بالجدل والاتهامات بالتحيز بينما فى شرم الشيخ وجد نفسه أمام واقع مختلف دولة آمنة مستقرة تفرض احترامها على الجميع بسياساتها المتوازنة ودبلوماسيتها الهادئة
تحليل المراقبين يؤكد أن خطاب شرم الشيخ أعاد جزءًا من التوازن المفقود فى الموقف الأمريكى تجاه الشرق الأوسط كما أنه منح مصر دفعة جديدة لتكريس صورتها كقوة إقليمية قادرة على جمع المتناقضات بينما عمّق خطاب الكنيست الشكوك حول نوايا واشنطن الحقيقية تجاه عملية السلام
وهكذا خرج ترامب من تل أبيب محاطًا بعناوين الانتقاد والجدل لكنه غادر شرم الشيخ محاطًا بالإشادة والاحترام من قادة العالم ومن وسائل الإعلام التى أجمعـت على أن من أرض مصر انطلقت أخيرًا رسالة عقلانية تقول إن السلام ممكن حين تكون القاهرة فى قلب المشهد