“القاسمي: موقفي حُرِّف… وهذا ردى على الحملة: “أرفض المزايدة على وطنيتي”وما نشرته ليس رأيي
بين التجييش والتأويل.. القاسمي توضح ما دار حول “الجامعة العربية”..وألازمة المفتعلة؟
حوار يكتبه : علاء قنديل
في حوار خاص مع الإعلامي علاء قنديل، خرجت الشيخة الدكتورة هند عبد العزيز القاسمي عن صمتها لتضع النقاط على الحروف بشأن المنشور الذي أثار جدلاً واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي تناول موضوع رئاسة جامعة الدول العربية. وقد أكدت القاسمي أن ما نُشر تمّ اجتزاؤه وتحريفه عن سياقه، وأن البعض عمد إلى تحميل كلامها ما لا يحتمل، مشددة على عمق احترامها لمصر، شعبًا ودورًا ومكانة.
كشفت القاسمي أن المستند الذي أثار اللغط كان منشورًا نقلته من مصدر آخر في إطار النقاش العام، لكنها سهت عن الإشارة إلى أنه “منقول”، وهو ما فتح باب التأويلات وسوء الفهم، مؤكدة أن نواياها لم تكن أبدًا الإساءة أو التشكيك، بل المشاركة في حوار فكري لا أكثر.
نص الحوار:
دكتورة هند، كيف تردين على ما أُثير حول منشورك بخصوص رئاسة جامعة الدول العربية؟
: بدايةً، من المهم أن أوضح أن ما نُشر لم يكن تعبيرًا عن موقف شخصي، بل كان نقلًا لرأي تم تداوله في بعض وسائل الإعلام العربية، وطرحتُه للنقاش العام كفكرة تستحق التوقف عندها، دون أن يعني ذلك تبنيها أو تأييدها. للأسف، البعض اجتزأ ما كُتب وأخرجه من سياقه، مما خلق حالة من اللغط لا تعكس نيتي الحقيقية.
هل شعرتِ بأن هناك من تعمّد إساءة الفهم؟
: للأسف، نعم. هناك من استغل المنشور لتأجيج مشاعر سلبية وإشعال فتيل جدل غير مبرر، وهو أمر مؤسف في وقت نحتاج فيه إلى الكلمة المسؤولة والهدوء. كان الهدف من المنشور فتح نقاش فكري، وليس الطعن في أحد أو في أي دولة، وعلى رأسها مصر الحبيبة، التي كانت وستبقى حاضرة في قلبي بكل ما تمثله من تاريخ ومكانة وريادة.
ماذا تقولين لمن اعتبر ما نُشر نوعًا من التشكيك في دور مصر؟
: أرفض ذلك تمامًا. مصر ليست مجرد دولة عربية، بل هي حجر الزاوية في النظام العربي، وصاحبة السبق في الريادة الفكرية والسياسية والثقافية. علاقتي بمصر ضاربة في الجذور، على المستويين الرسمي والشخصي، ولا أقبل أبدًا المزايدة على حبي لها واحترامي لشعبها العظيم. من يعرفني عن قرب يدرك تمامًا حجم التقدير الذي أكنّه لمصر وأهلها.
برأيك، ما الذي يجب أن نخرج به من هذه التجربة؟
: نحن اليوم أمام لحظة فارقة في العالم العربي، تتطلب منا أن نرتقي في خطابنا، وأن نُحسن الظن، وأن نفتح قنوات للحوار لا للاتهام. نحن بحاجة إلى لمّ الشمل، لا إلى مزيد من التنافر. أتمنى أن يكون هذا الحدث دافعًا لمراجعة منهجية التعامل مع الرأي المختلف، بعيدًا عن التجييش والتأويل المغرض.
ما الرسالة التي تودين توجيهها للجمهور العربي عامة، والمصري خاصة؟
: أقول بكل صدق: مصر في القلب، وستظل دائمًا منارة العرب. هذه ليست مجرد كلمات، بل قناعة راسخة تشكلت عبر سنوات من العمل المشترك والتاريخ الممتد. وأدعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة والعقل، لأننا أحوج ما نكون اليوم إلى الوحدة والتماسك، لا إلى التفرقة وسوء الفهم.
خاتمة:
في زمن تتعاظم فيه التحديات أمام المنطقة، يصبح الحفاظ على النسيج العربي وتثبيت دعائم الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب أمرًا بالغ الأهمية. د. هند القاسمي، برسالتها الواضحة، تدعو إلى إعادة الاعتبار لقيم الحوار والاختلاف المسؤول، وإلى تحصين العلاقات العربية – وفي مقدمتها العلاقة مع مصر – من كل ما قد يُفرّق أو يُضعف.الوحدة ليست ترفًا… بل ضرورة, والكلمة مسؤولية، لا ينبغي التفريط بها.