انفجرت الأجواء في الشرق الأوسط مجددًا يوم 13 يونيو، عندما اندلعت مواجهات محدودة بين إيران وإسرائيل، وسط دور أميركي مبهم أثار تساؤلات أكثر مما قدم إجابات. وبينما أعلن كل طرف “نصرًا”، كشفت الوقائع أن ما حدث لم يكن سوى تبادل للخداع بين ثلاث قوى كبرى: طهران، تل أبيب، وواشنطن.
بداية محسوبة… ونهاية مرتبكة
مصادر مطلعة كشفت عن أن العملية العسكرية الإسرائيلية سبقت اجتماعات تفاوضية سرّية في سلطنة عُمان، جمعت وفدين من إيران والولايات المتحدة. إلا أن التطورات خرجت عن النص، وبدأت الضربات تتسع، ما أجبر الجميع على التحرك في مساحة ضبابية من التصعيد.
ردود فعل عسكرية… ورسائل سياسية
إيران ردّت بصواريخ باليستية، فيما شاركت واشنطن بضربات محسوبة، رغم تعهدها بعدم التدخل. المحلل السياسي عماد الدين أديب وصف ما جرى بأنه “سلسلة من الخيانات المتبادلة”، مشيرًا إلى أن ما حدث لا يمكن وصفه بانتصار لأي طرف، بل أزمة ثقة شاملة.
تصعيد خارجي… لأزمات داخلية
وفق محللين، فإن التصعيد يخفي محاولات للهروب من الداخل. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعاني من ضغوط سياسية وشعبية، فيما تواجه إيران تحديات اقتصادية خانقة وعزلة متزايدة. كلا الطرفين استخدم الحرب لكسب شرعية داخلية، لكن النتائج جاءت باهتة.
لكن الأرقام تقول غير ذلك. أكثر من 40 ألف طلب تعويض سُجلت في إسرائيل، ما يعكس حجم الخسائر النفسية والمادية. أما إيران، فما زالت تعتمد على سلاح جوي متهالك وتواجه عزلة اقتصادية خانقة.
المرحلة القادمة: تفاوض معقّد
يتوقع المراقبون أن تعود الأطراف إلى الطاولة، لكن بشروط مختلفة. واشنطن تريد مفاوضات لا تقتصر على البرنامج النووي، بل تمتد إلى تمويل الميليشيات وسلوك طهران الإقليمي. بينما يسعى ترامب، حسب محللين، إلى مكاسب سريعة يمكن استثمارها انتخابيًا.
تحذير أخير
اختتم عماد الدين أديب تعليقه بقوله:
“أخشى أن يُحكم مستقبل المنطقة بأهواء متطرفة، لا بعقول راشدة. القرار الآن في يد الأجيال القادمة: إما أن تبني سلامًا دائمًا، أو تعيش في دائرة من الحروب المتكررة”.