التخطي إلى المحتوى

وقال زاهي حواس في تصريحات خاصة، إن العثور على المدينة جاء عن طريق الصدفة؛ إذ كان الهدف من البعثة الأثرية التي يقودها، البحث عن معبد توت عنخ آمون، مؤكدا أنه فوجئ بهذا الاكتشاف المهم.كشف  زاهي حواس، تفاصيل العثور على هذه  المدينة الاثرية ، بمدينة الأقصر تعود لتاريخ مصر القديمة، تحت اسم “إشراقة آتون”.

وأضاف عالم المصريات أن المدينة المكتشفة، “تعد أكبر مدينة أثرية عثر عليها حتى الآن في مصر”، موضحا أنه تم العثور حتى الآن على ربعها فقط، بمساحة نصف كلم مربع.

وبحسب حواس، تتكون مدينة “إشراقة آتون” من 3 أحياء سكنية وصناعية وتجارية ضخمة جدا، ولكل حي مدخله الخاص، وتم العثور على مناطق لحفظ اللحوم المجففة، ومنطقة أخرى لصناعة الطوب اللبن، وأخرى للأحذية، كما عثر على منطقة لصناعة المجوهرات.

اكتشاف ثوري

ووفقًا لما أعلنه العالم المصري، فإن تاريخ المدينة يعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدامها من قبل توت عنخ آمون، أي منذ 3 آلاف عام.

وتم الاستدلال على تاريخ المدينة من خلال عدد من الاكتشافات الأثرية، مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث. وبعد 7 أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة.

وفي تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، يكشف حواس مفاجأة من شأنها إحداث تغيير ثوري في نظرية التوحيد، فيقول: “اكتشاف المدينة يثبت أن ديانة آتون ربما تعود لعهد أمنحتب الثالث، لأن قصره باسم آتون، والمدينة ذاتها تحمل اسم آتون، كما يوجد منظر آتون في كل جزء من المدينة”.

لكن عالم المصريات يشير أيضا إلى أن كثرة تكرار ظهور نقش آتون المعروف باسم “إله الشمس”، ربما يرجع لسبب آخر مفاده أن “أخناتون ابن أمنحتب الثالث ربما أشرف على هذه المدينة تاريخيا”.

ويؤكد حواس أن الكشف سيعطي صورة أكثر وضوحا لشكل الحياة اليومية في مصر القديمة، إضافة إلى فهم أعمق لديانة آتون، وتاريخها.

وأعلن حواس، الخميس، تفاصيل الكشف الأثري؛ إذ قال إن البعثة عثرت في الجزء الجنوبي من المدينة على المخبز، الذي يحتوي على أماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، موضحا أن تلك المنطقة كانت تخدم عددا كبيرا من العمال والموظفين.

وكشفت البعثة الأثرية عن تفاصيل الحي الإداري والسكني، الذي عثر على أجزاء منه، تضم وحدات كبيرة جيدة التنظيم.

أما المنطقة الثالثة فهي ورشة العمل، حيث تضم بإحدى جهاتها منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، ويحتوي الطوب على أختام تحمل خرطوش الملك أمنحتب الثالث (نب ماعت رع).

وتم اكتشاف عدد كبير من قوالب الصب الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية الدقيقة، وهذا دليل آخر على النشاط الواسع في المدينة لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر.

وعثرت البعثة في جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي، مثل أعمال الغزل والنسيج، كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، لكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد.

وتم العثور أيضا على “دفنتين غير مألوفتين لبقرة أو ثور داخل إحدى الغرف”، وما زال البحث جاريا لتحديد طبيعة والغرض من هذه الدفنات.

تجدر الإشارة إلى أن أعمال التنقيب بدأت في سبتمبر 2020، وبعد أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات، لتتبدى المدينة الأثرية في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين.