التخطي إلى المحتوى

تقرير يكتبه علاء قنديل

 

لم تكُن طفولة «الشعراوي» مختلفة فقط، وإنما حياته كلها، إذ أصبح مع مرور السنوات «الشيخ الشعراوي» و«إمام الدعاة»، أحد أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين حول العالم.
تحل الذكرى الـ110 لميلاد إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي يعد علامة بارزة بين علماء المسلمين، وننشر 13 محطة في حياته منذ ميلاده وحتى وفاته.


ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم كاملا في العاشرة من عمره وأتم تجويده عندما بلغ الخامسة عشر من عمره.

في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا في حفظ الشعر والقول المأثور، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية من المعهد سنة 1923م، وعمره 12 عاما، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وحظى بمكانة خاصة بين أقرانه وزملائه وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

في عام 1934 عندما تفجرت ثورة الأزهر عام 1934م مطالبة بإعادة الشيخ المراغي بعد عزله من رئاسة الأزهر، خرج الشيخ الشعراوي في مُقدِّمة المطالبين بإعادة الشيخ المراغي إلى منصبه، وألقى أبياتًا من الشعر، اعتُبرت حينئذ ماسَّة بمنصب (الملكية)، فقُبض عليه، وأودع السجن لمدة 30 يوما.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

وعقب انتهائه من الدراسة بالمعهد الثانوي الأزهري أراد والده أن يكمل دراسته في الأزهر الشريف بسبب شغف الشعراوي بالقرآن وتعالميه، وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي عندما اصطحبه والده إلى القاهرة ودفع المصروفات وجهز له المكان للسكن.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

تخرج الشيخ الشعرواي عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، وكان تخصصه في اللغة العربية، وبعد تخرجه تم تعيينه في المعهد الديني بطنطا، وكان يسافر يوميا له من قريته دقادوس بميت غمر ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

بعد سفره للسعودية اضطر الشيخ الشعرواي أن يدرِّس مادة العقيدة رغم تخصصه أصلاً في اللغة، وكان هذا يشكل صعوبة كبيرة في البداية إلا أن نبوغ الشيخ الشعراوي واطلاعه، استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة ولاقى استحسان وتقدير الجميع.

في عام 1963، تم تعيينه مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون ومنع الرئيس جمال عبدالناصر الشيخ الشعراوي من العودة إلى السعودية .

وبعدها بمدة قصيرة سافر الشيخ الشعرواي إلى الجزائر ليعمل رئيسًا لبعثة الأزهر هناك، ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات، وحين عاد إلى القاهرة تم تعينه مديرًا لأوقاف محافظة الغربية، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

لعب «الشعراوي» دورا كبيرا في تهيئة المناخ لحرب أكتوبر 1973، وقد أرسله السادات إلى الملك فيصل لإقناعه باستخدام سلاح البترول في الحرب، وذلك لأن الشعراوي كان العالم الأقرب إلى قلب الملك فيصل وعقله وروحه وكان يرى أنه أفضل حاكم إسلامي في القرن وكتب ابياتا شعرية في شخصه .

في نوفمبر 1976م اختاره ممدوح سالم رئيس الوزراء وزيرا لوزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعرواي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م، ثم عُين بعد ذلك بمجمع البحوث الإسلامية عام 1980م، ثم بعد ذلك تفرغ للدعوة، ورفض جميع المناصب السياسية أو التنفيذية التي عُرضت عليه.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

وفي عام 1976م مُنح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، بمناسبة بلوغه سن التقاعد، وتفرغه لشئون الدعوة الإسلامية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1988م، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة في عام 1990، وحصل على جائزة إمارة دبي لشخصية عام 1998م .

انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة لتفسير القرآن، وأوقف حياته على هذه المهمة، ولأنه ضليع في اللغة العربية كان اقتراب اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وترك كنزا من الحلقات المتلفزة لتفسير آيات الذكر الحكيم، وخواطره حول آيات القرآن الكريم.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

كما ترك الشيخ الشعراوي الكثير من المؤلفات القيمة منها: (الإسراء والمعراج)، و(الإسلام والفكر المعاصر)، و(الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج)، و(الشورى والتشريع الإسلامي)، و(الطريق إلى الله)، و(المرأة كما أرادها الله)، و(من فيض القرآن) وغير ذلك من المؤلفات المكتوبة كثير. ولا يمكن ان ننسى حلقات برنامجه الشهير (خواطر الشعراوي)، واشتهر بطريقته المبسطة في شرح معانى القرآن الكريم مما جعله يصل إلى قلوب ملايين المسلمين حتى لقب بـ«إمام الدعاة».