التخطي إلى المحتوى

تقرير علاء قنديل 

 

وفقا لـ”هآرتس”، حمّلت لجنة أغرانات مدير الاستخبارات العسكرية السابق إيلي زيرا، خطأ عدم تفعيل ما يسمى بـ”الوسائل الخاصة” في الوقت المناسب، على الرغم من القدرة البالغة لهذه الوسائل على تحذير قادة الدولة من الهجوم على الجبهتين المصرية والسورية.

وتقول وثيقة لجنة أغرانات إنه “كان من واجبه (زيرا) تمكين الاتصال بهذه المصادر من أجل القيام بكل ما هو ممكن لتحديد نوايا العدو، وأن الخطأ الذي يؤدي إلى عدم استخدام مصدر استخباراتي حيوي (الوسائل الخاصة) عندما تكون هناك حاجة ماسة إليه، هو فشل مهني ذريع”.

السادات وحرب ا كتوبر

 

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن التحقيق أظهر أن “الوسائل الخاصة” التي كان بإمكانها التنبؤ بحرب 1973 لم يتم توظيفها، وأن رئيس المخابرات خدع قادة البلاد وجعلهم يعتقدون خلاف ذلك.

وتضم وثيقة حصلت عليها الصحيفة أسرار تقرير لجنة أغرانات التي شكلتها تل أبيب للتحقيق في قصور الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973، وعزت هذا القصور لفشل الاستخبارات في كشف نوايا العرب.
وقالت هآرتس إن اللجنة لخصت فصلا رئيسيا في تقريرها عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية وكذلك “الموساد” في التنبؤ بالحرب، بثلاث كلمات هي”فشل مهني ذريع”.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن عضو المركز البحثي العبري، أوري بار جوزيف أكد في تصريحات لها، أن استنتاجات تقرير لجنة أغرانات “لا لبس فيها، وتعزو قصور الجيش لفشل الاستخبارات بشكل واضح”.

 

وأوضحت “هآرتس” أن الانتقادات لم تنته عند هذا الحد، حيث اعتقدت اللجنة أن زيرا ضلل القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي ديفيد اليعازار ورئيسة الوزراء غولدا مائير، ليعتقدوا أن “الوسائل الخاصة” نشطة بالفعل، رغم أن مدير الاستخبارات العسكرية لم يفعّلها.

وأكدت الصحيفة العبرية أن الطبيعة الدقيقة لهذه “الوسائل الخاصة” لا تزال غير واضحة حتى يومنا هذا، ولا يوجد تعريف واضح لها، ولكنه مصطلح يستخدم للإشارة إلى خاصية في الاستخبارات العسكرية مهمة للغاية.

وتقول تقارير مختلفة، سواء في اسرائيل أو في الخارج، إنها أجهزة تنصت معقدة يمكنها تسجيل المكالمات الهاتفية واللاسلكية لضباط وقادة العدو.

وذكرت “هآرتس”، أنه عشية حرب أكتوبر 1973، كان صناع القرار الإسرائيليون على يقين من أن تلك “الوسائل” ستعطي البلاد تحذيرا قبل 48 ساعة على الأقل من بدء أي هجوم.

ويقول عضو المركز البحثي العبري، أوري بار جوزيف: “لا يمكن لأي جيش شن حرب كبرى ومعقدة دون الحفاظ على اتصال منتظم مع الوحدات القتالية في الأيام التي تسبق بدء إطلاق النار، ولأن المصريين كانوا على دراية بقدرة إسرائيل على مراقبة الاتصالات اللاسلكية، عرفت الاستخبارات العسكرية أن المعلومات الحساسة لن يتم نقلها إلا عبر الهاتف، وليس عن طريق الراديو. وكان هذا هو دور الوسائل الخاصة”.

وأخبر زيرا اللجنة أنه في اليوم الذي تولى فيه منصبه، “بذل جهدا خاصا للاتصال بهذه المصادر … لاعتقاده أن تل أبيب ستحصل في النهاية على تحذير” وأكد أنه كان يعتبر أن المواد التي يمكن أن توفرها هذه المصادر “موثوقة”.

ومع ذلك اعتبر التقرير، أن “المشكلة تمثلت في أن الاتصال بهذه المصادر كان حساسا للغاية” وبعبارة أخرى، فإن تكرار استخدام هذه الوسائل يشكل خطر فضحها.

وكشف التقرير أن زيرا أعرب للجنة عن اعتقاده بأنه يجب استخدام “الوسائل الخاصة” في حالات “عدم اليقين” أو “الشكوك الخطيرة” أو “عدم وجود تفسير لحدث معين” لأن المخاطرة باستخدامها دوريا قد تؤدي لانكشاف تلك الوسائل.

وذكر تقرير لجنة أغرانات، أنه منذ مطلع أكتوبر 1973، طالبت قيادات كبيرة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بتفعيل “الوسائل الخاصة”، إلا أن زيرا رفض.

وبرر مدير الاستخبارات العسكرية موقفه بأنه كان يريد أن ينظم ما لديه من معلومات ضخمة وهائلة جمعت قبل الحرب، وترتيبها لعرضها على القادة، بدلا من البحث عن معلومات جديدة.

وقالت الصحيفة العبرية، إن صناع القرار العسكريين والسياسيين قد ضللوا باعتقادهم بأن زيرا استخدم “الوسائل الخاصة”.

وبحسب الوثيقة، فإن غولدا مائير شهدت أمام اللجنة، أنه كان واضحا تماما لها أن زيرا يتلقى معلومات استخبارية عبر استخدام “الوسائل الخاصة”.

وخلص تقرير لجنة أغرانات إلى أن مدير الاستخبارات العسكرية ضلل صانعي القرار، وقادهم إلى الاعتقاد بأن “الوسائل الخاصة” كانت تعمل، لكنها لم تلتقط أي معلومات عن الحرب.