التخطي إلى المحتوى

بقلم جمال عبد السميع

__________________________________

▪هذه المدرسه بلا جدران ولا حوائط ولا سقوف .مدرسوها لا يتقاضون اجورا ليس لها مواعيد محدده فى قبول تلاميذ جدد وليس لها مواعيد محدده فى تلقى الدروس .
▪مدرسه لا يعوق عملها اى روتين .فهى تعمل فى جميع الظروف المناخيه بل وفى جميع اوقات اليوم اذا لزم الامر .
▪مدرسه يتمنى اى انسان لديه ادنى قدر من الوعى والإدراك ان يكون تلميذا فيها
▪ وها انا اشرف بالإلتحاق بهذه المدرسه تلميذا وليس مدرسا ولا استنكف أن اتتلمذ على يد اصغر مدرس بها .
▪كان اخر فصل دراسى حضرته فى هذه المدرسه يوم رحيل شقيقي الاكبر .
ورغم انها لم تكن المره الاولى التى احضر فيها هذه المدرسه بل رغم مشاركتى مئات والاف مثل هذه الوقائع إلا اننى اجد نفسي هذه المره اقف لاتأمل مالم اتأمله من قبل رغم انه طبيعيا ويجرى بشكل تلقائى من جانب هؤلاء المدرسين إلا اننى وجدت نفسى تلقائيا ايضا اتأمل وكأنه شئ جدير بالوقوف لتحيه هؤلاء تحيه خاصه جدا هم لا ينتظرونها تماما كما فعل سيدنا موسي عليه السلام (القوى الأمين )الذى قام بالواجب ولم ينتظر المقابل واعتبره شيئا طبيعيا .
▪هذه المدرسه تتشكل تلقائيا فور وقوع حاله وفاه وبمجرد معرفه مدرسى هذه المدرسه أن هناك حاله وفاه فإذا بالمدرسه تمتلئ عن بكره ابيها من هؤلاء اصدقاء واقارب وجيران المتوفى وهذا امر طبيعي ومشكورون عليه جميعا بالتأكيد ولكن الى جوار هؤلاء من جاءوا من اقصى مكان دون ان يكون لهم علاقه قرابه او صداقه بأهل المتوفى لأنها بالنسبه لهم جميعا سواء الاقارب او الاصدقاء او الجيران او الكثره الكثيره الذين ليسوا من هؤلاء ولا اولئك الأمر بالنسبه لهم جميعا يعد بمثابه فرض وواجب يعتبرونه جميعا فى ثقافتهم بل واعتقادهم انه يدخل فى عرف القيم الاخلاقيه التى تسمو باصحابها إلى درجه انهم يعتبرون التقصير فيها بمثابه عيب وإخلال بالفرض والواجب بينهم وبين الله سبحانه وتعالا وبين انفسهم ولايحتاج احد منهم ان يظهر ويؤكد ظهوره ووجوده فى المشهد بدليل ان هناك حالات كثيره ومنها حاله شقيقي قد تمت فى الظلام اى ان المشيعين قد حرصوا على اداء الفرض والواجب وهم يعلمون ان الله وحده سبحانه وتعالا هو الذى يجزيهم على مشاركتهم ولا يحرصون على اظهار انفسهم امام عائله المتوفى .
▪الى هذا الحد نحن نتعلم فى مدارس القيم والاخلاق النبيله والصدور النقيه التى تكفى وحدها لتمحوا ايه سلبيات فى المجتمع مهما بلغ حجمها وقسوتها .فما يخرج من هذه المدرسه يظل يبعث فى النفس بالغ الاثر الايجابى بل ويجعل الانسان المتأمل لهذه المدارس يشعر بحجم الدين الكبير الذى دانه هذا المجتمع فكيف يسدد هذا الدين الكبير فياله من درس يظل الانسان حبيسه وحبيس كل من شارك فى تلقينه اياه .