التخطي إلى المحتوى

اعلنت صحيفة نيويورك تايمز إن اعتراف روسيا باستقلال المقاطعتين يضع أوروبا على طريق ما يخشى كثيرون أن يكون أحد أكبر الصراعات فى أوروبا منذ الحرب ‏العالمية الثانية.
أثار قرار الرئيس الروسى فلادمير بوتين بالاعتراف باستقلال منطقتى لوجنسك ودونيستك عن أوكرانيا عاصفة من الجدل فى أوساط حلف الناتو والبيت الأبيض، وسط قلق عالمى متزايد باحتمالات اندلاع حرب وغزو روسى محتمل للأراضى الأوكرانية.

وفقا للتقرير، ألقى بوتين خطابًا متلفزًا مطولًا اتهم فيه أوكرانيا بأنها “دمية” فى يد الولايات المتحدة، ‏وقال إن مواطنيها يتعرضون لمعاملة وحشية من قبل حكومتهم.‏

قال بوتين: “بالنسبة لأولئك الذين احتجزوا كييف وما زالوا يحتفظون بالسلطة، نطالبهم بوقف ‏العمل العسكرى على الفور إذا لم يكن الأمر كذلك، فستكون المسؤولية الكاملة عن إمكانية استمرار ‏إراقة الدماء على ضمير النظام الحاكم لأراضى أوكرانيا”.‏

وأوضح بوتين أن أوكرانيا تعتبر بالتاريخ والتركيب جزءًا لا يتجزأ من روسيا، وقال: “زملاء، رفاق، ‏أقارب، أولئك الذين تربطهم روابط أسرية ودماء معنا”.‏

كما وضع بوتين أيضًا تاريخًا طويلًا من المظالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتى وفقدان الدول التى كانت ‏ذات يوم، وقال “أعطينا هذه الجمهوريات الحق فى مغادرة الاتحاد دون أى شروط وأحكام هذا مجرد ‏جنون.”‏

وبحسب الصحيفة أظهر التلفزيون الرسمى الروسى بوتين فى الكرملين مع قادة الجمهوريتين ‏المعلنتين يوقعان على إعلانات “الصداقة والمساعدة المتبادلة”.‏

وتحدث بوتين الذى ظهر فى مقطع فيديو وهو يخلع ساعة يده، بعد أن قال الكرملين فى بيان إنه تحدث عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ‏ماكرون والمستشار الألمانى أولاف شولتس.‏

وقال الكرملين: “قال رئيس روسيا إنه يعتزم التوقيع على المرسوم ذى الصلة فى المستقبل القريب”، ‏وأعرب رئيس فرنسا والمستشار الألمانى الاتحادى عن خيبة أملهما من هذا التطور. وفى الوقت نفسه ‏، أشاروا إلى استعدادهم لمواصلة الاتصالات “.‏

وذكر الكرملين فى وقت سابق أن بوتين يعترف باستقلال الأراضى، فى مواجهة “العدوان العسكرى ‏للسلطات الأوكرانية”، الذى يعانى منه “السكان المدنيون”.‏

وتنفى أوكرانيا وجود أى خطط لشن هجوم عسكرى على المناطق الانفصالية وتقول أن روسيا تشن ‏أعمالا عدوانية أوكرانية لتبرير توغلها.‏

وقالت الصحيفة أن هذه الخطوة هى تكتيك شديد الخطورة من قبل بوتين يهدد بإشراك روسيا ‏وأوكرانيا فى صراع عسكرى مميت ويصعد بشكل حاد صراع موسكو مع الغرب.‏

فى وقت سابق يوم الاثنين، عرض التلفزيون الرسمى الروسى شريط فيديو لقادة المناطق الانفصالية ‏المدعومة من روسيا فى شرق أوكرانيا يناشدون بوتين مباشرة الاعتراف باستقلالهم. ‏

وقال خبراء إن إعلان فلاديمير بوتين بأن روسيا ستعترف باستقلال المناطق الانفصالية فى أوروبا ‏الشرقية استقبل فى الولايات المتحدة وأوروبا بالفزع والتحذيرات من العقوبات.‏

وكان هناك أيضًا قلق من تحذيرات بوتين من اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد أوكرانيا ككل، والتشكيك ‏فى شرعية البلاد وتشكيل تهديد مباشر لروسيا.‏

وفى لندن، قال بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا أن قرار فلاديمير بوتين الاعتراف بالمقاطعتين : “انتهاك واضح للقانون الدولى.. إنه انتهاك صارخ لسيادة وسلامة أوكرانيا “، كما وصفها ‏رئيس الوزراء البريطانى بأنها “نذير شؤم” و”علامة قاتمة” على أن الأمور تسير فى الاتجاه الخاطئ.‏

فيما أعرب المستشار الالمانى أولاف شولز والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن “خيبة أمل” ألمانيا ‏وفرنسا بعد أن أبلغهما بوتين بالقرار قبل خطابه، وفقًا لرواية الكرملين للاتصال.‏

على الجانب الاخر، قال الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى إنه ناقش “أحداث الساعات الأخيرة” مع ‏جو بايدن ويبدأ اجتماعًا مع مجلس الأمن القومى والدفاع فى البلاد وقال إنه يعتزم إجراء محادثة مع ‏بوريس جونسون.‏

وأصدر البيت الأبيض بيانا يرفض فيه اعتراف روسيا باستقلال منطقتين فى شرق أوكرانيا، حيث قالت ‏السكرتيرة الصحفية جين ساكى فى بيان أن بايدن سيصدر أمرًا تنفيذيًا “يحظر الاستثمار والتجارة ‏والتمويل من قبل الأشخاص الأمريكيين إلى أو من أو فى ما يسمى مناطق ‏DNR‏ و‏LNR‏ فى أوكرانيا”.‏

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، سيسمح الأمر التنفيذى أيضًا بفرض عقوبات على “أى شخص مصمم للعمل فى تلك المناطق فى ‏أوكرانيا.

وقالت بساكى فى البيان: “سنعلن قريباً عن إجراءات إضافية تتعلق بالانتهاك السافر اليوم ‏لالتزامات روسيا الدولية”.‏

وأضافت: “لنكون واضحين: هذه الإجراءات منفصلة عن الإجراءات الاقتصادية السريعة والخطيرة ‏التى كنا نعدها بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء فى حالة غزو روسيا لأوكرانيا وستكون بالإضافة إلى ‏ذلك”