التخطي إلى المحتوى

بقلم: علاء قنديل

ليست كل الشخصيات تُقاس بكلمات تُقال، بل أحيانًا تكفي مواقفهم لتكتب تاريخًا من المحبة والوفاء… تمامًا كما تفعل الدكتورة هند عبد العزيز القاسمي، ابنة الإمارات الأصيلة، وسيدة الفكر والرقي، التي لا تتحدث عن مصر إلا بعين العاشق، ولا تذكرها إلا بنبض القلب.

أعرفها جيدًا، وأعرف حجم محبّتها لهذا الوطن الذي تربّت فيه، وتعلّمت في جامعاته، وعاشت بين أهله الذين صاروا أهلها. ولعلّ أجمل ما فيها صدقها الفطري وولاؤها للعلاقات العربية، وعلى رأسها العلاقة الأزلية بين مصر والإمارات، التي لم تعرف يومًا إلا كل خير، منذ أيام الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى يومنا هذا.

حين قالت الدكتورة هند عبد العزيز القاسمي”على السوشيال ميديا ” إن “رئاسة جامعة الدول العربية حكر على مصر”، لم تكن تقصد إساءة، بل كانت تتحدث من منطلق الواقع العربي الذي يقدّر مصر لمكانتها ودورها الريادي في قلب الأمة. كانت كلماتها تحمل نوعًا من العتاب المحب، لا الهجوم، بل كانت تعبيرًا عفويًا عن طموحها لأن تُفتح الأبواب أمام كفاءات عربية من مختلف الجنسيات.
ولم يكن القصد أبدًا تقليلاً من دور مصر، التي كانت وستظل دائمًا في المقدمة,بل العكس تمامًا… هند القاسمي تؤمن أن قوة مصر هي قوة للأمة كلها، وهي تقولها بكل وضوح,”منذ الشيخ زايد ونحن نحب مصر، وهذه المحبة لا تتأثر بما يُقال أو يُساء فهمه.”
لكن لمن يعرف هند القاسمي عن قرب، يعرف أن قلبها مصري الهوى، وأن أقرب أصدقائها من مصر، وأنها لطالما كانت سفيرة محبة بين الشعبين الشقيقين. لا تنكر فضل مصر على تعليمها وثقافتها، بل تعتز به، وتردده دائمًا في أحاديثها، وتحرص على دعم كل ما يُعزز العلاقة المتينة بين البلدين.

أبرز التكريمات في مصر


اختيارها ضمن “سفراء السعادة والخير والعطاء”,في 16 أبريل 2016، كرّمتها مؤسسة “المنجزين العرب للتنمية” (مقرها القاهرة) ضمن قائمة أبرز الشخصيات المؤثرة في العمل الخيري العربي. تم تكريمها في احتفالية بفندق بالقاهرة خلال مايو 2016,تكريمها في منتدى المرأة العربية والإفريقية بالقاهرة.
بعد تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة، احتفا بها المنتدى بحضور شخصيات مصرية بارزة مثل الدكتورة حنان الطاهري وأماني الموجي والسيد سعيد سالم آل سودين,منحها الدكتوراه الفخرية وتكريمها كسفيرة للمرأة والسلام
منحتها الأكاديمية الملكية للأمم المتحدة في مصر لقب أول “سفيرة امرأة وسلام في الشرق الأوسط”، وكرمتها في حفل رسمي حضره ممثلون عن أكاديمية الملكية,تكريم جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
في 14 مارس 2016، كرمتها الجامعة خلال أمسيّة فنية وثقافية بفندق فيرمونت المطار بحضور رؤساء الجامعة وفنانين مثل الموسيقار مجدي الحسيني والمايسترو سليم سحاب.


تقديرها لدعمها مرضى سرطان الثدي
شاركت محلياً ودُعيت لتكريم مرضى السرطان بحضور شخصيات بارزة، وتم تكريمها من قبل المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي تقديراً لإسهامها في دعم المرضى عربياً

 

إنجازاتها في مصر:

دعمت وتموّلت مبادرات تعليمية وتنموية في عدد من القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، إيمانًا منها بأن مصر تستحق الأفضل.

شاركت كمتحدثة بارزة في المنتديات النسائية والمؤتمرات الثقافية الكبرى بالقاهرة والإسكندرية، حاملة معها رؤية عربية متكاملة عن دور المرأة والمجتمع.

كانت ضيفًا دائمًا في الصالونات الثقافية المصرية، مساهمةً في تعزيز الحوار الفكري بين النخب العربية.

حصلت على تكريمات من مؤسسات مصرية مدنية وثقافية نظرًا لدورها البارز في مدّ جسور التعاون الثقافي بين الإمارات ومصر.

ساعدت في إطلاق مبادرات لدعم الفتيات المصريات في التعليم، وخاصة في المناطق الريفية، إيمانًا منها بأن المرأة المتعلمة هي أساس نهضة أي أمة..

إننا في زمن أحوج ما نكون فيه إلى الأصوات العاقلة، التي تبني ولا تهدم، تقرّب ولا تفرّق، وهند القاسمي واحدة من هذه الأصوات النادرة. صوت نسائي عربي واعٍ، لا تحكمه العصبيات، بل تحرّكه القلوب الصادقة والعقول المستنيرة.

فشكرًا لها… لأنها حين تتكلم، تتكلم باسم المحبة.

وشكرًا لها… لأنها تُثبت كل يوم أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست مجرّد دبلوماسية، بل تاريخ ومصير مشترك لا تهزه العواصف


شخصية تجمع ولا تفرّق

في زمن الانقسامات، تأتي هند القاسمي نموذجًا نادرًا لصوت نسائي عربي راقٍ… صوت يعرف كيف يختلف دون أن يجرح، ويعبّر دون أن يُقصي، ويحب دون شروط.

هي رسالة ناعمة في زمن خشن، تحملها امرأة تُجيد فنّ بناء الجسور لا هدمها.