التخطي إلى المحتوى

د.هاني جميعه.. الطبيب الذي يعالج الإدارة قبل المرضى”

“في الشرقية.. مسؤول يفتح بابه وعقله لكل فكرة تخدم المواطن”

“حين تتحول القيادة إلى عمل جماعي.. قصة نجاح هاني جميعه في الصحة”

تحقيق يكتبة :علاء قنديل

 

في زمنٍ تعج فيه التحديات الصحية وتضيق فيه المساحات أمام الإبداع، يبرز اسم الدكتور هاني مصطفى جميعه كأحد أبرز القيادات الصحية التي لا تمر مرور الكرام أينما وُجدت. وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية ليس مجرد منصب، بل مسؤولية حملها الرجل على عاتقه بإيمان عميق، ورؤية لا تتوقف عند حدود التقليد، بل تنطلق نحو آفاق التجديد والتطوير.

حين يُذكر اسم الدكتور هاني مصطفى جميعه، لا يُذكر كـ«موظف بدرجة قيادة»، بل كرمز للعمل الجاد والتفاني الحقيقي في خدمة المواطن. هو ذلك المسؤول الذي لا تعرف أبوابه الإغلاق، ولا يعرف قاموسه التراخي، ولا يخشى اقتحام ملفات معقدة طالما أن الهدف هو تطوير المنظومة الصحية وراحة المريض.

من الشرقية إلى القلوب.. حكاية رجل لا يكرر نفسه

اليوم، يشغل الدكتور هاني منصب وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، ويواصل مسيرته التي سطّر فيها الإنجازات في كل موقع شغله. لكن بالنسبة لي، لم يكن مجرد مسؤول أعرفه بالاسم أو الصور، بل رجل عرفته عن قرب، منذ أن كان وكيلًا لوزارة الصحة والسكان بمحافظة البحيرة، وشاهدت عن كثب كيف كان يعمل ليلًا ونهارًا، بعشق لا يخفى عن أي من تعامل معه.

سجل حافل بالمسؤوليات والنجاحات

رحلة الدكتور هاني مصطفى جميعه المهنية تشهد له بالكفاءة والتنوع، فقد شغل مناصب مهمة وحساسة، أبرزها:

  • وكيل وزارة الصحة والسكان بمحافظة البحيرة

  • مدير مديرية الشؤون الصحية بمحافظة سوهاج

  • مدير إسعاف محافظة الدقهلية

  • نائب مدير الرعاية العاجلة والطارئة بمحافظة الدقهلية

  • مساعد مدير الطب العلاجي ومسؤول الكلى بالدقهلية

  • ملازم أول طبيب بالقوات المسلحة

وفي كل محطة من تلك المحطات، لم يكن مجرد عابر، بل صاحب بصمة، وقائد يُعيد ترتيب الفوضى إلى نظام، والجمود إلى حركة.

يعشق العمل.. ويقدّس الفكرة

ليس سرًا أن الدكتور هاني يعشق عمله. هذا الحب هو ما يجعل مكتبه في الشرقية مفتوحًا دائمًا للجميع، يستمع بإنصات، يفكر خارج الصندوق، ويحول الأفكار إلى واقع. لا يتعامل بتعالٍ أو روتين، بل بقلب الطبيب وعقل الإداري، يجمع بين الحسم والرحمة، بين الإدارة والبُعد الإنساني.

أفكار تسبق زمانها

لا يرضى الدكتور هاني بالبقاء في المربع الآمن. فهو دائم البحث عن حلول غير تقليدية، ويُشجع على استغلال التكنولوجيا، وتبني آليات مبتكرة في تقديم الخدمة الطبية، بدءًا من تطوير البنية التحتية للوحدات الصحية، مرورًا برقمنة الملفات الطبية، وصولًا إلى تحسين آليات التعامل مع المواطنين.

يؤمن بالعمل الجماعي.. ويقود لا يتحكم

ومن أبرز ملامح أسلوبه القيادي، إيمانه بالعمل الجماعي. لا يرى نفسه فوق الفريق، بل جزءًا منه، يدعم ويوجه ويحتوي. خلق بيئة من الثقة والتعاون داخل مديرية الصحة، مما انعكس إيجابًا على الأداء اليومي للمستشفيات والوحدات الصحية. يؤكد دومًا أن النجاح لا يُنسب لقائد فقط، بل لفريق عمل يؤمن بالهدف ويتشارك المسؤولية.

في الميدان.. قبل المكتب

لا يكتفي د. هاني بالمتابعة من خلف المكتب، بل ينزل إلى الميدان بنفسه، يتفقد المستشفيات، يستمع للمرضى والعاملين، ويُصر على أن يرى الأمور بعيونه لا من خلال تقارير قد تُخفي الحقيقة. وهو ما جعل كثيرين يصفونه بأنه “واحد منّا”، لا يختبئ خلف المكاتب.

نموذج يُحتذى

الدكتور هاني مصطفى جميعه ليس مجرد مسؤول ناجح، بل نموذج للقيادة الواعية التي تعرف كيف تصنع الفارق. رجل لا ينتظر التكريم، بل يبحث عن النتائج. لا يكتفي بالخطط الورقية، بل يتابع التنفيذ ميدانيًا ويعالج القصور في لحظته.

خلاصة تجربة.. وشهادة شخصية

إنني لا أكتب عن الدكتور هاني جميعه كشخص بعيد، بل كمسؤول تشرفت بمعرفته ومعايشة طريقة عمله. رأيت كيف يُشعل الحماس في فريقه، ويُلهب الطموح في نفوس الشباب، وكيف يُدير بعقلٍ مبتكر وقلبٍ مفتوح.

في زمنٍ تكثر فيه الشكوى من القيادات، يُثبت الدكتور هاني أن القيادة يمكن أن تكون خدمة لا سلطة، عطاء لا منصب، ورؤية لا تكرار.

ختامًا

من الشرقية انطلقت التجربة، لكن صداها يتجاوز حدود الجغرافيا. بصمة الدكتور هاني جميعه ستظل حاضرة، كقائد لا يعمل من أجل المنصب، بل من أجل الناس. قائد فتح مكتبه وعقله وقلبه للجميع، وبنى منظومة صحية تسير نحو المستقبل بخطى واثقة.