التخطي إلى المحتوى

 

علاء قنديل يكتب:

د. تامر سمير.. عقلية هندسية تقود جامعة بنها نحو المستقبل
 عقل هندسي يُعيد تشكيل ملامح جامعة بنها برؤية من خارج الصندوق

حكاية رجل أعاد تعريف الدور الجامعي

الفكر الهادئ الذي يحرك منظومة جامعية كاملة

 

في زمنٍ تفتش فيه الجامعات عن قيادات تمتلك الرؤية والجرأة والإبداع في اتخاذ القرار، برز اسم الدكتور **تامر سمير محمود**، الأستاذ بكلية الهندسة بشبرا – جامعة بنها، كواحد من الكفاءات التي أثبتت أن العلم وحده لا يكفي دون فكر متجدد، وشغف حقيقي بالتطوير، وإيمان مطلق بأن الجامعة يجب أن تكون كيانًا منتجًا، لا إداريًا فقط.

 

ما يميز الدكتور تامر سمير ليس فقط مكانته الأكاديمية أو انتماؤه لإحدى أعرق كليات الهندسة، بل روحه القيادية التي تتحرك في كل اتجاه من أجل خدمة الجامعة، وجرأته في طرح حلول “من خارج الصندوق”، حين تتعثر الحلول التقليدية أمام التحديات المزمنة. لا ينظر إلى المشكلات باعتبارها أزمات، بل يرى فيها فرصًا للتحسين، ومداخل للتجديد، ومساحات لإثبات أن الإدارة علم، لكنها أيضًا فن وقدرة إنسانية على التأثير والتغيير.

وخلال مسيرته الحافلة داخل أروقة جامعة بنها، تولّى الدكتور تامر سمير ملفات حيوية وأساسية جعلته رقمًا صعبًا في منظومة التطوير، حتى تم اختياره **رئيسًا لجامعة بنها الأهلية**، ليُضيف بذلك فصلًا جديدًا في مشواره القيادي. فمنذ اللحظة الأولى لتوليه هذا المنصب، أثبت أن الرؤية الاستراتيجية والعمل الممنهج هما الركيزتان الأساسيتان لتحويل الجامعة الأهلية إلى نموذج تعليم عصري، قادر على مواكبة متطلبات سوق العمل وتحديات المستقبل.

لم يتعامل مع جامعة بنها الأهلية كمجرد امتداد إداري، بل كمشروع وطني يجب أن يُنجَز بكفاءة عالية وجودة تعليمية غير قابلة للتنازل. وقد كان حاضرًا في أدق التفاصيل: من وضع الخطط الأكاديمية الحديثة، إلى بناء الشراكات المؤسسية، مرورًا بتأهيل البنية التحتية الرقمية، حتى أصبحت الجامعة الأهلية منصة علمية واعدة تليق باسم بنها.

 

طوال مسيرته، لم يكن يومًا باحثًا عن الأضواء، بل كان أحد من يصنعونها للآخرين، ويفتحون المجال أمام زملائه وأبنائه من الطلاب ليكونوا شركاء في التطوير لا مجرد متلقين. يقف وراء العديد من الملفات التي شهدت تطورًا ملموسًا في جامعة بنها، من تطوير البنية التحتية الذكية، إلى تحسين بيئة التعليم الإلكتروني، وربط الجامعة بالمجتمع الصناعي والبحثي في آنٍ واحد.

من يعرفه عن قرب، يدرك أن تجديد الثقة فيه لم يكن قرارًا عابرًا، بل نتيجة طبيعية لمسيرة طويلة من العطاء، والعمل بصمت، والانتصار للفكرة لا للموقع. فالإدارة بالنسبة له مسؤولية لا رفاهية، والجامعة بالنسبة له كيان حيّ، يحتاج إلى من يُغذّيه بالمعرفة، ويحميه بالإصلاح، ويدفعه إلى الأمام باستمرار.

وتبقى بصمته الحقيقية في كونه دائم الحضور في قلب الجامعة: حاضرًا في كل نقاش، ومستعدًا لكل تحدٍ، ومبادرًا بكل فكرة جديدة، لا ينتظر التكليف ليتحرك، بل يتحرك لأن ضميره المهني لا يسمح له بالركود. إنجازاته لا تُقاس فقط بما تحقق على الورق، بل بما أحدثه من **ثقة داخل المؤسسة**، لدى الطلاب، والعاملين، وأعضاء هيئة التدريس، وهي الثقة التي تُعدُّ أعظم شهادة يمكن أن تُمنح لقائد أكاديمي.

ليس من قبيل المبالغة القول إن وجوده في صفوف قيادة جامعة بنها، ثم على رأس إدارتها الأهلية، يُعد شرفًا للمكان، لا لشخصه فقط. فقد قدّم نموذجًا فريدًا للأستاذ الجامعي الذي لا يحبس نفسه في قاعات الدرس، بل يفتح أبواب الجامعة كلها أمام التطوير، ويمنح طاقاته لعجلة إصلاح لا تتوقف، وفكر لا يتجمد.

تحية تقدير للدكتور **تامر سمير محمود**، صاحب البصمة المضيئة، والفكر الذي يسبق عصره، والدور الذي سيظل جزءًا من ذاكرة جامعة بنها – الرسمية والأهلية – في سنواتها الذهبية.