علاء قنديل يكتب:
اعتذار عاجل بضغط أميركي بعد عدوان على الدوحة.. ما وراء التراجع الإسرائيلي وماذا يعني للوساطة في حرب غزة؟
في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الإسرائيلية – الخليجية، اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقديم اعتذار رسمي لقطر بعد العدوان الذي استهدف العاصمة الدوحة وأسفر عن استشهاد رجل أمن قطري وخمسة فلسطينيين.
الاعتذار، الذي جرى بوساطة مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشف حجم الورطة التي تعيشها حكومة نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وأعاد تسليط الضوء على الدور القطري كوسيط رئيسي في حرب غزة الممتدة منذ أكثر من عامين.
#### **اعتذار تحت الضغط**
مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض، وجد وقفي، أكدت أن نتنياهو قدّم الاعتذار خلال اتصال ثالث جمعه بأمير قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بضغط مباشر من ترامب.
المفاجأة أن الاعتذار جاء “سريعًا ومجبرًا”، ولم يتم إبلاغ وزراء حكومته مسبقًا، ما فجر موجة من الانتقادات في الصحافة الإسرائيلية التي اعتبرت أن رئيس الوزراء “انكسر” أمام شروط الدوحة.
#### **الدوحة تشترط.. ونتنياهو يرضخ**
قطر، التي دانت العدوان الإسرائيلي واعتبرته “إرهاب دولة”، وضعت شرطًا واضحًا: لا عودة إلى الوساطة في ملف غزة دون اعتذار رسمي وضمانات بألا يتكرر الهجوم.
وهو ما اضطر نتنياهو للقبول به، رغم أن الاعتذارات في السياسة الإسرائيلية نادرة جدًا، خاصة من شخصية عُرفت بعنجهيتها السياسية.
#### **سابقة خطيرة لتل أبيب**
هذا الاعتذار يعد الثالث في مسيرة نتنياهو السياسية:
* الأول كان للملك الأردني الراحل حسين بعد محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان.
* الثاني للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد مجزرة سفينة “مافي مرمرة”.
* والثالث اليوم لقطر، في ظل مأزق الحرب على غزة.
خبراء إسرائيليون وصفوا الخطوة بأنها “خطأ تاريخي”، بينما رآها آخرون مؤشرًا على أن تل أبيب بدأت تتجاوب مع بعض بنود خطة ترامب لوقف الحرب.
#### **الدلالات الإقليمية**
* **اعتراف بالخطأ**: نتنياهو يقر بأن العدوان على الدوحة تجاوز خطوطًا حمراء دولية.
* **تعزيز الوساطة القطرية**: فتح الطريق أمام استمرار دور قطر كوسيط لا غنى عنه في المفاوضات.
* **تآكل صورة إسرائيل**: الاعتذار أظهر ضعف الموقف الإسرائيلي أمام دولة خليجية صغيرة، لكنه شديدة التأثير سياسيًا ودبلوماسيًا.
* **ضغوط داخلية متزايدة**: الاعتذار أثار عاصفة في الداخل الإسرائيلي حيث اعتبره معارضو نتنياهو “إهانة قومية”.
#### **ما بعد الاعتذار**
الخطوة – برأي مراقبين – قد تفتح صفحة جديدة في إدارة الحرب على غزة، حيث بات واضحًا أن واشنطن لا تستطيع الاستغناء عن الدوحة كقناة تفاوضية، بينما لم يعد أمام نتنياهو سوى الرضوخ حتى لا يُعزل إقليميًا ودوليًا.