التخطي إلى المحتوى

 

تفاعلت العواصم العالمية مع إعلان حركة حماس موافقتها على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوقف حرب الإبادة الدائرة فى غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فى خطوة وصفت بأنها الأهم منذ اندلاع الصراع، وفتحت الباب أمام أمل جديد بعودة الهدوء إلى القطاع المنهك بالنيران والحصار.

وقالت الحركة فى بيان رسمى إنها اتخذت قرارها بعد مشاورات واسعة داخلية وخارجية، مؤكدة أن موافقتها تنطلق من مسئوليتها الوطنية وحرصها على حقن دماء الفلسطينيين، مع إعلان استعدادها الكامل لتسليم جميع الرهائن وفق آلية التبادل التى تضمنها المقترح الأمريكى، مع توفير الظروف الميدانية المناسبة لإتمام العملية.

وأكدت حماس كذلك استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين يتم تشكيلها بالتوافق الوطنى، على أن تحظى بدعم عربى وإسلامى، فى خطوة وصفتها الأوساط السياسية بأنها تمهد لمرحلة جديدة من إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بعقلانية وحكمة.

وفى القاهرة، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن تقديرها لبيان الحركة ولجهود الرئيس ترامب، مؤكدة أن الموقف يعكس رغبة واضحة فى إنهاء حقبة دموية شهدتها المنطقة، وحرصاً من الأطراف كافة على الحفاظ على أرواح المدنيين والسير نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة.

وفى الدوحة، رحبت وزارة الخارجية القطرية ببيان حماس، وأكد المتحدث الرسمى ماجد الأنصارى أن بلاده بدأت بالفعل العمل مع الشركاء لتنفيذ بنود الخطة على أرض الواقع، بما يضمن وقف إطلاق النار والإفراج المتبادل عن الأسرى وفتح مسارات الإعمار والمساعدات الإنسانية.

من جانبه، أشاد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالموقف الجديد ووصفه بـ«خطوة مهمة نحو التهدئة»، داعياً إلى تنفيذها دون تأخير، فيما ثمن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دور كل من مصر وقطر فى الوصول إلى هذه المرحلة الدقيقة من جهود إنهاء الحرب.

وبحسب المراقبين، فإن الموافقة الفلسطينية على الخطة الأمريكية تضع المجتمع الدولى أمام اختبار حقيقى لترجمة المواقف إلى واقع ملموس، فالعالم اليوم يترقب ما إذا كانت هذه الخطوة ستكون بداية النهاية لحرب الإبادة فى غزة أم مجرد هدنة أخرى مؤقتة فى سجل الصراع الطويل.