علاء قنديل يكتب:
وكيل إدارة شبين القناطر الأزهرية يحوّل أزمة الإقبال إلى فرصة
للنهوض بالتعليم
من قلب الأزهر.. عيد فاروق يضع خطة ذكية لاستيعاب الكم الهائل من لطلاب الـ KG
الحضانات الأزهرية تقول: شكرًا عيد فاروق.. رؤية جريئة أوقفت طوفان التلاميذ
في تاريخ الأزهر الشريف، تظل الشخصيات القيادية الملهمة هي العلامات الفارقة التي تُرسّخ رسالة الأزهر كمنارة للعلم والإيمان في مصر والعالم الإسلامي. ومن بين هذه الشخصيات يبرز اسم **الأستاذ الشيخ عيد فاروق، وكيل إدارة شبين القناطر الأزهرية**، الذي استطاع أن يقدّم نموذجًا فريدًا في القيادة والإدارة، جامعًا بين الحكمة والرحمة والقدرة على إيجاد حلول عملية غير تقليدية لأصعب المشكلات.
لم يكن الشيخ عيد فاروق مجرد مسؤول إداري يتابع سير العملية التعليمية، بل كان وما زال أبًا ومعلّمًا ومربيًا، فتح مكتبه للجميع، واحتضن مشكلات أولياء الأمور والطلاب والمعلمين بسعة صدر وحكمة كبيرة. هذه الروح الأبوية هي التي جعلت الآباء يتسابقون لإلحاق أبنائهم بالأزهر، إيمانًا برسالته ودور رجاله المخلصين.
ومن أبرز التحديات التي واجهها في السنوات الأخيرة مشكلة **التكدس الطلابي في مراحل رياض الأطفال (KG)**، حيث شهدت معاهد شبين القناطر الأزهرية إقبالًا غير مسبوق من الأسر، حتى بدت الأزمة وكأنها مستعصية الحل. لكن الشيخ عيد فاروق لم يستسلم لأسلوب “المسكنات” أو الحلول التقليدية التي ثبت فشلها، بل طرح أفكارًا **خارج الصندوق**، عكست رؤيته الثاقبة وإيمانه العميق بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الطفل في سنواته الأولى.
فقد عمل على إعادة توزيع الطلاب وفق طاقات المعاهد المتاحة، واستغلال المباني غير المستغلة بتحويلها إلى فصول نموذجية، كما شجع على استخدام القاعات متعددة الاستخدامات لتخفيف الضغط عن الفصول المكتظة. ولم يقف عند ذلك، بل دعم فكرة **الفصول الذكية** والاستفادة من الوسائل التعليمية الحديثة، لضمان تقديم تعليم راقٍ دون التضحية بجودة العملية التعليمية.
هذه الرؤية الجريئة جعلت من إدارة شبين القناطر الأزهرية مثالًا يُحتذى به في كيفية مواجهة الأزمات التعليمية. فلم يكتفِ الشيخ عيد فاروق بحل مشكلة التكدس، بل حوّلها إلى فرصة لتطوير المنظومة، واضعًا نصب عينيه أن بناء جيل أزهري قوي يبدأ من حضانة الأزهر، حيث يتأسس الطفل على قيم الوسطية والاعتدال وحب العلم.
إن ما يقدمه الشيخ عيد فاروق اليوم لا يقتصر على إدارة أزمة عابرة، بل هو مشروع مستقبلي يرسّخ دور الأزهر كمنارة علم وإيمان، ومؤسسة قادرة على استيعاب الأجيال الجديدة وتربيتهم على أفضل ما في تراث الأمة وقيمها.
وبفضل جهوده ورؤيته القيادية، أصبح يُنظر إلى الأزهر في شبين القناطر ليس فقط كصرح تعليمي، بل كبيت كبير يجمع كل الأبناء، ومكان يجد فيه أولياء الأمور الطمأنينة والثقة في مستقبل أبنائهم.