التخطي إلى المحتوى

كتب  العقيد محمد الجندي

 

أعلم جيدًا أنك تتعثر كثيرًا و أنك كلما هممت لحفظ سورة تمكن اليأس منك 💔
و عندما تستمع إلى شيخ يرتل كتاب الله تتساءل كيف حفظه!! و ماذا فعل ليثبت بداخله!! وكم قضى من الوقت لحفظه!!

لا بأس ؛ هو كان مثلك تمامًا ..

فدعني أقص عليك شيئًا !✋😊

قضى عمر بن الخطاب عشر سنوات في حفظ سورة البقرة فقط .. تخيل !!
وكانت الصحابة في عهد رسول الله وبعد وفاته يحفظون عشر أيات ثم يعملون بها ثم يكملون عشر آيات أخرى وهكذا
وكانوا يمكثون في حفظ السورة الواحدة سنوات كثيرة
وكانوا يقولون حفظنا العلم و عملنا به .. 💙

فلم التعجل في الإنتهاء منه وكأنه شيئًا ثقيل على قلبك ولم اليأس؟! 😕

-دعكَ من كل هذا ودعني أخبرك بقول ابن القيم حيث قال :

“من مات وهو يتعلم القرآن ولم يكمل حفظه ، يتم الله له ذلك بعد موته وكأنه مات بعد أن ختم كتاب الله وأتقن حفظه”

فإنّ الله سبحانه وتعالى يكمل لأهل السعادة من عباده بعد موتهم النقص الذي كان في الدنيا .. حتى قيل :
” إنّ من مات وهو طالب للعلم كُمِّل له حصوله بعد موته وكذلك من مات وهو يتعلم القرآن “.. 🌸

فلم التعجل ؟!

وصلني أنك تخطئ كثيرًا في التلاوة وتشتكي من بشاعة صوتك أثناء الترتيل ..
كما وصلني أنك تحفظ وعندما يحين وقت التسميع تتعثر وترتجف..

أرأيت يا عبد الله ..
صوتك الذي تشتكي منه أثناء التلاوة هو من أحب الأصوات التي يحب الله وملائكته سماعها كل ليلة.. 💙

تخيل معي الآن ..
أنك تقف بين يدي ملك الملوك ويقول لك:
” عبدي حفظت كتابي وأنت في الدنيا وكنت ترتله فاقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فأنا أحب تلاوتك “.. 🌸

ويأتي القرآن في صورة رجل فيُلبسك تاجًا ويقول :

“إن ربي شفعني فيه فيشفع لك وتدخل الجنة” ♥️

ألا يكفيك هذا ؟!

لايكفي !

حسنآ.. تخيل أن الله اصطفاك من بين المسلمين جميعًا ومن بين أهل بيتك وبلدتك لترتل كتابه ويسمعك كل ليلة؛ يراك وأنت تتعثر في الحفظ ويطلق لسانك في المقامات ويسمعك..

‏ألا يكفيك أنه سيكون لك صحبة في السماء تعرف صوتك جيدًا وتنتظر سمعاك يوم القيامة ترتل كتاب الله ! 🌸

يا عبد الله !

تاجك يجهز في السماء السبع وحليتك تجهز
و أفضل السعي هو السعي المختلط بالتعثر
فتعثر و قم مرة أخرى و جاهد
فمع كل تعثر ترتفع درجتك في الجنة.. 💙

أسأل الله أن يصب القرآن في قلبك صبآ حتى ترتوي
و ينعم عليك بجمال الصوت في الآخرة و حسن الترتيل
و الخشوع في الدنيا..

يا عبد الله !

أُقسم لك أن صوتك في القرآن يُحب الله سماعه

– مهما كانت تعثراتي أثناء الحفظ !

= مهما كانت .. 💙 !