التخطي إلى المحتوى

اهتمت وسائل الإعلام العالمية الصادرة اليوم بإلقاء الضوء على استعداد مصر لنقل مومياوات 22 ملكا وملكة من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى” أن حشود المصريين من المتوقع أن تصطف فى الشوارع لمشاهدة موكب تاريخى لحكام بلادهم القدامى عبر العاصمة القاهرة.

 

 

 

 

وقالت إن العرض الفخم الذى تبلغ تكلفته عدة ملايين من الدولارات سيشهد نقل 18 ملكًا وأربع ملكات فى موكب مهيب معد خصيصا من المتحف المصرى الكلاسيكى إلى مثواهم الجديد على بعد 5 كيلومترات.

 

 

 

 

 

وقالت: “مع ترتيبات أمنية مشددة تليق بدمائهم الملكية ووضعهم ككنوز وطنية، سيتم نقل المومياوات إلى المتحف القومى الجديد للحضارة المصرية فيما يسمى بـ”العرض الذهبى للفراعنة”، لافتة إلى أنه سيتم نقلهم بالترتيب الزمنى لعهودهم – من حاكم الأسرة السابعة عشر، سقنن رع الثانى، إلى رمسيس التاسع، الذى حكم فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد.

 

 

 

واعتبرت “بى بى سى” أنه من أهم عوامل الجذب فى الفعالية وجود الملك رمسيس الثانى، أشهر فراعنة المملكة الحديثة، الذى حكم لمدة 67 عامًا ويذكر بتوقيعه أول معاهدة سلام معروفة.

 

 

 

كما يحمل أهمية خاصة لوجود الملكة حتشبسوت والتى أصبحت حاكمة على الرغم من أنه لم يكن مسبوقا أن تصبح النساء من الفراعنة فى هذا العصر.

 

 

 

 

 

 

 

وستُحمل كل مومياء على عربة مزينة مزودة بتقنية امتصاص الصدمات وتحيط بها موكب من نسخ طبق الأصل لعربات الحروب التى تجرها الخيول.

 

 

 

فى حين أن تقنيات التحنيط القديمة حافظت فى الأصل على الفراعنة، فقد تم وضعهم فى صناديق خاصة مليئة بالنيتروجين من أجل النقل للمساعدة فى حمايتهم من الظروف الخارجية. تم أيضًا إعادة رصف الطرق على طول الطريق للحفاظ على سلاسة الرحلة.

 

 

 

,قالت سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، “بذلت وزارة السياحة والآثار قصارى جهدها للتأكد من استقرار المومياوات، وحفظها، وتعبئتها فى بيئة يمكن التحكم بالجو داخلها.”

 

 

 

وأوضحت “بى بى سى” أنه تم اكتشاف المومياوات فى عامى 1881 و1898 فى مخبأين فى أنقاض طيبة، عاصمة مصر القديمة – فى العصر الحديث الأقصر فى صعيد مصر.

 

 

 

وأشارت الدكتور إكرام إلى “لقد شهدوا بالفعل الكثير من الحركة فى القاهرة وقبل ذلك فى طيبة، حيث تم نقلهم من مقابرهم إلى مقابر أخرى من أجل الأمان”.

 

 

 

 

 

 

 

فى حين تم إحضار معظم رفات الحكام القدماء من الأقصر إلى القاهرة عبر قارب على نهر النيل، تم نقل القليل فى عربة قطار من الدرجة الأولى. وتم إيواؤهم فى المتحف المصرى الشهير وزارهم السياح من جميع أنحاء العالم خلال القرن الماضى، وفقا لبى بى سى.

 

 

 

مديرة اليونسكو لـ”أ.ف.ب”: سنرى تاريخ الحضارة المصرية يتكشف أمام أعيننا اليوم

 

 

 

ومن ناحية أخرى، قالت الوكالة الفرنسية “فرانس برس” إن الموكب الملكى الذى سيجوب شوارع القاهرة، سيضم أقوى ملكة قديمة، وهى الملكة حتشبسوت.

 

 

 

وقالت إنه تحت أعين قوات الأمن اليقظة ، سيتم نقل المومياوات على بعد سبعة كيلومترات عبر العاصمة من المتحف المصري الشهير ، حيث أقام معظمهم دون إزعاج لأكثر من قرن ، إلى المتحف الوطني الجديد للحضارة المصرية.

 

 

 

وقالت المديرة العامة لليونسكو ، أودري أزولاي ، التى تزور مصر حاليا لحضور فعاليات الموكب الملكى، إن إعادة إيواء المومياوات “يمثل نهاية الكثير من العمل لتحسين الحفاظ عليها وعرضها”. وأضافت: “هذا يثير المشاعر فالأمر ليس مجرد نقل مجموعة من المومياوات – سنرى تاريخ الحضارة المصرية يتكشف أمام أعيننا”.

 

 

 

وقال عالم الآثار المصري ووزير الآثار السابق، زاهي حواس، الذي سيعلق على الحدث على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي: “العالم كله سيراقب.. هذه 40 دقيقة مهمة في حياة مدينة القاهرة”.

 

 

 

وقالت الوكالة إن سقنن رع الثاني الملقب بـ”الشجاع” والذي حكم جنوب مصر بحوالي 1600 عام قبل الميلاد ، سيكون في أول عربة ، بينما سيكون رمسيس التاسع ، الذي حكم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، في الخلف.

 

 

وقالت إن تفاصيل جديدة مثيرة عن حياة الفراعنة تتكشف بمرور الوقت، فمثلا أشارت دراسة حديثة عالية التقنية لسقنن رع – بما في ذلك الأشعة المقطعية والصور ثلاثية الأبعاد ليديه وكسور الجمجمة التي تمت دراستها منذ فترة طويلة، إلى أنه قُتل على الأرجح في مراسم إعدام بعد المعركة