التخطي إلى المحتوى

كتب:علاء قنديل 

في ظل حصار خانق يطوّق قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرًا، تتصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق السكان، حيث لم يعد الموت هناك نتيجة للغارات وحدها، بل بات يأتي أيضًا من الجوع، والحرمان، والمساعدات التي تحولت إلى كمائن قاتلة.

ففي وقت تستمر فيه قوات الاحتلال بتفجير منازل المدنيين وقصف الأحياء السكنية في غزة وخان يونس وجباليا، يحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن الحق في الصحة أصبح مجرد وهم، وسط انهيار كامل للنظام الطبي وندرة في الغذاء والماء.

وقالت تلالنج موفوانج، المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، إن الوضع في غزة تجاوز حدود الكارثة، مؤكدة أنه “لا يمكن الحديث عن أي حق صحي تحت هذا العدوان”، مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم المساعدات الإنسانية لاستدراج المدنيين واستهدافهم.

وأشارت في كلمتها بجنيف خلال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، إلى أن “الوضع يزداد تدهورًا، والمساعدات الغذائية تحوّلت إلى أدوات قتل”، مؤكدة أن إسرائيل تعرقل بشكل ممنهج وصول الإغاثة، وتمنع وصول منظمات الأمم المتحدة إلى الضحايا.

من جهتها، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” غزة بأنها “أكثر بقاع الأرض جوعًا”، بينما صرّح المتحدث باسم الصليب الأحمر أن المدنيين يُقتلون يوميًا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.

ومع تفاقم الأزمة، أعلن مستشفى ناصر عن وفاة رضيعين بسبب نقص التغذية وحليب الأطفال، في مشهد يتكرر مع أطفال كُثر تُركوا يواجهون الموت بلا علاج ولا غذاء.

حصيلة الشهداء تتصاعد

الجمعة، استشهد قرابة 30 فلسطينيًا وأُصيب العشرات في غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت تجمعات للمواطنين في مدينة غزة وخان يونس ورفح، غالبيتهم كانوا ينتظرون مساعدات على نقاط توزيع.

ومن بين الضحايا الطبيب أيمن أبو طير وابنة أخيه، في قصف استهدف خيمة للنازحين، ليلحق بعائلته التي استُشهدت في غارة سابقة.

واستُشهد أيضًا الصياد حسن مقداد برصاص الزوارق الحربية الإسرائيلية، في حين استقبل مستشفى العودة في النصيرات 43 مصابًا وشهيدًا واحدًا جراء قصف شارع صلاح الدين.

كما شهدت مناطق الشجاعية والتفاح وجباليا قصفًا مدفعيًا وغارات بطائرات مسيّرة، إلى جانب عمليات تفجير منازل بواسطة “روبوتات مفخخة”، في تصعيد عسكري عنيف يستهدف تدمير البنية المدنية بالكامل.

كارثة ممتدة بلا تدخل

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تُنفّذ إسرائيل حملة إبادة شاملة في غزة، أودت بحياة أكثر من 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين، وسط تجاهل دولي مخزٍ، وعدم تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وفيما يعاني مئات الآلاف من النزوح القسري، تُحاصر المجاعة المنطقة، ويتحول كل مركز مساعدات إلى نقطة خطر، وسط صمت دولي مريب تجاه جرائم لا تسقط بالتقادم.