التخطي إلى المحتوى

 

 

حيث تهدد التغيرات المناخية بتحمل الاقتصاد العالمى تكاليف تُقدر بـ 38 تريليون دولار سنويا فى غضون 25 عاما نتيجة الأضرار المترتبة عليها، وفق دراسة أجراها 3 علماء من ألمانيا.
وتعانى أوروبا من موجات حر غير مسبوقة بسبب أزمة تغير المناخ، مما أدى إلى المزيد من الخسائر، مع تسارع أزمة المناخ، ترتفع درجات الحرارة فى العالم بشكل أسرع، مما أدى إلى المزيد من الوفيات والإصابات، بالإضافة إلى المزيد من الأضرار التى من بينها الحرائق وانتشار الأمراض.

نقلت صحيفة لابانجورديا الإسبانية دراسة تم نشرها فى مجلة نتشر أن الاقتصاد العالمى سوف يتحمل هذا الكم من التكاليف السنوية بحلول عام 2049، وأن النطاق المحتمل للتكاليف السنوية للأضرار يتراوح بين 19 تريليون دولار و59 تريليونا.

واستندت الدراسة فى تقديراتها إلى تحليل بيانات حول تأثير التغير المناخى على الاقتصاد فى أكثر من 1.6 ألف منطقة حول العالم على مدار 40 عاما مضت.

 

القارة الأسرع فى ارتفاع درجات الحرارة
وفقا لتقرير حديث عن حالة المناخ فى أوروبا ذكرت منظمتان كبيرتان لمراقبة المناخ، أن أوروبا هى القارة الأسرع فى ارتفاع درجات الحرارة وأن درجات الحرارة فيها ترتفع بما يقرب من ضعف المتوسط العالمى، وحذرت من العواقب على صحة الإنسان وذوبان الأنهار الجليدية والنشاط الاقتصادى، مما جعل العديد من الدول ترفع درجة الحذر مع توقعات بارتفاع كبير فى درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة أيضا.

وقالت إليزابيث حمدوش، نائبة رئيس وحدة كوبرنيكوس فى المفوضية الأوروبية: شهدت أوروبا عامًا آخر من ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة – بما فى ذلك الإجهاد الحرارى مع درجات حرارة قياسية وحرائق الغابات وموجات الحر وفقدان الجليد الجليدى وقلة تساقط الثلوج”.

ويشكل التقرير تكملة قارية للحالة الرئيسية لتقرير المناخ العالمى الذى تصدره المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والذى يُنشر سنويًا منذ ثلاثة عقود، وجاء هذا العام مصحوبًا بـ “إنذار أحمر” يحذر من أن العالم لا يبذل ما يكفى لمكافحة عواقب تغير المناخ.

 

تقرير يحذر من صعوبة الحصول على الغذاء
وحذر تقرير نشرته صحيفة الدياريو الإسبانية من تأثير تغير المناخ السلبى على حصول الأوروبيين على الغذاء، حيث أنه وفقا لاستطلاعات منظمة الأغذية والزراعة الأوروبية، فإن 16.3% من سكان أوروبا يزعمون أنهم يأكلون بعض أنواع الطعام، و14.4% لا يستطيعون تناول الطعام الصحى، و10.6% أكدوا أنهم يأكلون أقل مما ينبغى فى العادة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين 60 مليون شخص يعانون من مشاكل انعدام الأمن الغذائى المعتدلة أو الشديدة، يُعزى ما يقرب من 12 منهم إلى ارتفاع درجات الحرارة وأشهر من الجفاف، وفقا للاستطلاع.

 

وكان ما يقدر بنحو 60 ألف حالة وفاة مبكرة فى عام 2022 مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ويستمر العدد الإجمالى للوفيات الناجمة عن درجات الحرارة القصوى فى الارتفاع، حيث ارتفعت الوفيات فى 771 من أصل 823 منطقة تمت دراستها: تشير التقديرات إلى أنه كان هناك 50.8 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة بين عامى 2003 و2021، لكن فى الفترة من 2013 إلى 2022 ارتفع المعدل إلى 68. وهذا الرقم، علاوة على ذلك، يكاد يكون مضاعفا فى النساء (88.4) عنه لدى الرجال (55.9).


وتسبب تغير المناخ فى خسائر فادحة للقارة الأوروبية بقيمة أكثر من 13.4 مليار يورو خلال عام 2023 وهو ثانى أكثر الأعوام حرارة فى تاريخ القارة، بحسب وكالة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ.

وفقدت القارة العجوز نحو 62 ألف شخص فى عام 2022، جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة خلال فصل الصيف، بحسب دراسة صادرة عن مجلة ناتشر ميديسين، وكان معظم ضحايا التغيرات المناخية من النساء وكبار السن فوق 65 عامًا.

 

الخسائر الأوروبية وتغير المناخ
وتسبب تغير المناخ أيضا فى خسائر فادحة فى أوروبا بقيمة أكثر من 13.4 مليار يورو خلال عام، 81% منها بسبب الفيضانات، والكوارث المناخية تسببت فى مقتل أكثر من 150 شخصا، بحسب تقديرات التقرير السنوى عن حالة المناخ فى أوروبا الذى أعدته خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ والعالم منظمة الأرصاد الجوية (WMO) التابعة للأمم المتحدة.

 

انتشار الأوبئة
ورصدت الهيئة الأوروبية 130 إصابة بحمى الضنك الملتقطة محليًا فى الاتحاد الأوروبى بالإضافة إلى آيسلندا وليختنشتاين والنرويج فى العام 2023، مقارنةً بـ 71 حالة عام 2022، ووثق المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها ارتفاع فى عدد الحالات الوافدة من 1572عام 2022 إلى 4900 حالة عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ بدء المراقبة الأوروبية فى 2008.

وعزى مدير المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها أندريا أمون سبب انتشار الأمراض التى ينقلها البعوض فى أوروبا إلى تغير المناخ الذى تشهده أوروبا.

 

وفاة مليار شخص
وحذرت دراسة جديدة من أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشرى قد يكون مسؤولا عن الوفاة المبكرة لنحو مليار شخص خلال القرن المقبل، وقالت الدراسة “إذا وصل الاحتباس الحرارى إلى درجتين مئويتين أو تجاوزهما بحلول عام 2100، فإن من المحتمل أن يكون البشر الأكثر ثراء مسؤولين عن وفاة ما يقارب مليار شخص معظمهم من الفقراء خلال القرن المقبل”.

وقال الباحث جوشوا بيرس رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والابتكار بجامعة ويسترن بأونتاريو المؤلف الرئيسى للدراسة الخبير فى سياسة الطاقة “إن صناعة النفط والغاز، التى تضم العديد من الشركات الأكثر ربحية وجبروتًا فى العالم، مسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر عن أكثر من 40% من انبعاثات الكربون، ما يؤثر على حياة مليارات الأشخاص الذين يعيش الكثير منهم فى المجتمعات النائية والمنخفضة الموارد فى العالم”.